وقع قائد المنطقة الوسطى في جيش يهود قرارا يسمح فيه بهدم منازل الفلسطينيين. ويشمل القرار منع بناء أي مبانٍ جديدة في مناطق "ب" التابعة للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. (وكالة معا الإخبارية).

وهكذا يمضي كيان يهود في فرض الترتيبات كأمر واقع في فلسطين، مستغلا بذلك حالة الحرب القائمة والتي بسببها أعلن كيان يهود حالة الطوارئ وأطلق العنان لوزرائه من اليمين المتطرف لإشباع رغباتهم وتحقيق أحلامهم في الضفة الغربية بموازاة ما يحدث في قطاع غزة.

فحكومة نتنياهو بائتلافه الحاكم المتشكل من اليمين واليمين المتطرف لا يرون في حل الدولتين سبيلا لحل الصراع أو طريقا للمستقبل، بل هم يرون وجود دولة فلسطينية إلى جانب كيان يهود خطرا عليهم، لذلك صادقت الهيئة العامة لـ"الكنيست (الإسرائيلية)"، فجر الخميس، على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية، وذلك بعد القرار الذي اتخذه الكنيست في شباط/فبراير الماضي، برفض الاعترافات الدولية "أحادية الجانب" بالدولة الفلسطينية. وينص القرار على أن "الكنيست يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية غرب الأردن"، ويعتبر أن "إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض (إسرائيل) سيشكل خطرا وجوديا على دولة (إسرائيل) ومواطنيها، وسيؤدي إلى إدامة الصراع (الإسرائيلي) الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة".

ولذلك هم يسعون إلى التضييق على السلطة الفلسطينية لتقزيمها وجعلها إدارة مدنية ومؤقتة وليست دائمة إلى حين أن يتمكنوا من طرد أهل فلسطين وتهجيرهم من فلسطين، لتتحقق بذلك أحلامهم التوراتية. وهم في ذلك يعولون حاليا على ضعف الإدارة الأمريكية لانشغالها بالانتخابات التي ستمتد فعالياتها إلى وقت التنصيب منتصف كانون الثاني/يناير 2025، وهم كذلك يأملون بفوز ترامب على منافسه من الحزب الديمقراطي، والذي يرونه، أي ترامب، سيكون أقرب من بايدن إلى رؤيتهم، وفي أثناء هذا كله تبقى السلطة واهمة وهائمة وراء حلم الدولة الفلسطينية التي تظن أنها ستنتزعها بالمحافل الدولية والاتفاقيات الخيانية وخدماتها الأمنية التي تقدمها لكيان يهود.

أما حكام المسلمين فهم أحجار شطرنج، لا يتحركون إلا بما يمليه عليهم أسيادهم في واشنطن ولندن، وهم أولياء ليهود، أعداء للأمة ولفلسطين.

فإلى متى ستبقى الأمة ترقب بعينيها ما يصيبنا في فلسطين من غطرسة وعدوان ووحشية يهود، وتشهد على ألعاب الحكام الصبيان والسلطة الفلسطينية وتآمرهم علينا وعلى فلسطين، دون أن تتحرك لتعيد القضية إلى أصلها وفصلها، قضية أرض إسلامية، ومسرى رسول الله ﷺ ومعراجه إلى السماء، لتتحرك بجيوشها وقضها وقضيضها لتحرير فلسطين وغزة والمسجد الأقصى؟!

فقضية فلسطين لا حل لها إلا بجيوش الأمة التي يجب أن تتحرك تلبية لواجبها الذي فرضه الله عليها، وكل يوم تتأخر فيه عن تأدية واجبها فإنه يعني المزيد من الغطرسة والتدنيس والوحشية والدماء، وهذا عند الله كبير.


20/7/2024