رحبت رئاسة السلطة، بالقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية دولية، اليوم الجمعة، بشأن التبعات القانونية للاحتلال "الإسرائيلي" للأرض الفلسطينية منذ عام 1967. واعتبرت الرئاسة في بيان، أن قرار المحكمة انتصار للعدالة، اذ أكد القرار أن الاحتلال "الإسرائيلي" غير شرعي، وأن على "إسرائيل" وقف احتلالها وإنهاء وجودها بالأراضي الفلسطينية، والوقف الفوري لأي نشاط استيطاني واخلاء المستوطنين، وتعويض الخسائر المادية والمعنوية للأشخاص في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ودعت الرئاسة المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل"، القوة القائمة بالاحتلال، بإنهاء احتلالها ومشروعها الاستعماري بشكل كامل وفورا، دون قيد أو شرط.
لم تعد أوهام المؤسسات والهيئات الدولية حاضرة إلا في أذهان المنفصلين عن الواقع والداعين إلى تصفية القضية لصالح الاحتلال، فمن يدعو إلى ترك الاحتلال إلى قرارات المؤسسات الدولية التي بان للجميع عوارها وتأمرها مع كيان يهود الغاشم، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر، إنما يترك القضية لأعدائها.
والدعوة إلى التشبث بتلك المؤسسات أو التمسك بقراراتها هي دعوة خبيثة لن تفضي إلا إلى دوام الاحتلال وتثبيت أركانه. فمن يظن أن ملة الكفر ملتان، وأن دول الاستعمار والغرب قد تناصر المسلمين على حساب يهود، هو إما واهم أو عميل، فحقيقة عدائهم لنا حقيقة قرآنية لا تتخلف، ويشهد لها الواقع ويبرهن على صحتها.
فالغرب هو من أوجد كيان يهود وهو من أمده وما زال بكل أسباب الحياة والبقاء، وهو من يبقيه واقفا على رجليه لغاية اليوم، وما تحركاته وقراراته الأممية إلا من أجل حفظ أمن يهود وضمان وجودهم المستقبلي في الأرض المباركة فلسطين، فالغرب حريص على كيان يهود حرص يهود أنفسهم وأكثر. وهو يبصر ما عميت أعين يهود بسبب جشعهم وطمعهم وغطرستهم عن إبصاره، ومقتنع تماما بأن مصلحة يهود الاستراتيجية هي بإيجاد دويلة فلسطينية هزيلة إلى جانب كيان يهود تكون مخرجا لحل الصراع وتهدئة العالم الإسلامي، ومعينة ليهود على حفظ أمنهم ودوام بقائهم.
ولذلك هو، أي الغرب، بكل مؤسساته ودوله يؤيد حل الدولتين ويدعم هذا الخيار، ليس حبا بفلسطين ولا بأهلها ولا بالمسلمين، بل حبا بيهود وعداء لفلسطين وللمسلمين.
إلا أن العملاء والمنبطحين والمطبعين والخائنين يروجون لقرارات الغرب ومؤسسات على أنها النصر والخير والخلاص. فأف للغرب ومؤسساته ومشاريعه وكل من سايره وأعانه على تصفية قضية فلسطين.
وحري بكل مخلص ومحب لفلسطين أن يرفض تلك المشاريع والقرارات وأن ينادي الأمة وجيوشها لتؤدي واجبها بتحرير فلسطين من براثن يهود.
19/7/2024