أصدرت سلطه المياه لدى السلطة الفلسطينية اليوم بيانا عاجلا جاء فيه: "عاجل… عاجل. تتوجه سلطة المياه الفلسطينية للسادة أصحاب صهاريج المياه بضرورة الالتزام بأسعار المياه، ونحذر من استغلال الأزمة المائية القائمة في عدد من التجمعات برفع الأسعار. علما أنه جاري التعاون والتنسيق الكامل بين سلطة المياه، والادارة العامة لحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني، ومزودي الخدمات، وجهازي الشرطة والضابطة الجمركية لضبط وملاحقة المخالفات بالخصوص"
وهكذا تكون السلطة قد استنفرت قواها، بما في ذلك سلطه المياه ووزارة الاقتصاد والشرطة والضابطة الجمركية، لا من أجل حل مشكلة المياه أو السعي لتوفيرها لأهل فلسطين الذين يتلظون من قلة المياه أو عدمها، بل من أجل ملاحقة أصحاب الصهاريج، حقا إن شر البلية ما يضحك.
فبعد أن فرطت السلطة بموجب اتفاقياتها مع يهود عن مياه فلسطين والزمت نفسها بترك المياه الجوفية التي تحت أقدام أهل فلسطين ليهود والمستوطنات، فاتفقت مع يهود على حصة هزيلة لكل فرد من أهل فلسطين من المياه، وألزمت نفسها بعدم استغلال المياه الجوفية بحفر الآبار الارتوازية، وجعلت ذلك مرهونا بموافقة وتصريح اليهود بذلك، فتسببت بتلك الاتفاقيات الخيانية إلى أن تصل حالة أهل فلسطين إلى ما هي عليه الآن من عطش وقلة مياه، والقادم أسوأ، إذ حاليا هناك مناطق في الضفة وخاصة الجنوب مثل الخليل لا تصلها المياه بالأشهر وليست بالأيام أو الأسابيع، بعد كل هذا الآن تأتي السلطة لتمارس دور الشاويش أو الناطور على أصحاب الصهاريج بدلا من أن تسعى لحل مشكلة المياه التي أوقعت الناس فيها بسبب اتفاقياتها.
وليس بعيدا عن السلطة أن تحاول أن تسوق البطولة على الناس لدور الشاويش هذا، أو تطور من دورها لتوهم أهل فلسطين أن أزمة المياه سببها أصحاب الصهاريج، فتدفع الناس للتلهي بأعراض المشكلة التي تسببت بها السلطة، وتترك المشكلة قائمة ومتفاقمة والناس تتلظى.
إن ما أصابنا في فلسطين من عطش وقلة مياه إنما هو بسبب السلطة واتفاقياتها، وهي المطالبة بحل المشكلة والتحلل من اتفاقيات الخيانة التي ألزمت نفسها بها، ولو كانت السلطة تتحلى بالقليل من الشجاعة، وكانت صادقة مع الناس لقامت بحفر الآبار تحت أقدامها، إذ تسبح فلسطين على أحواض مائية ضخمة وسهلة الاستخراج، أو على الأقل لتسمح لرؤساء البلديات بحفر الآبار في الأراضي التابعة لكل منها بدلا من منعهم وملاحقتهم إن فكروا بذلك كما هو معمول به حاليا.
ولكن هذه الشجاعة أمر مستبعد وغير متصور من السلطة، فالسلطة أخر همومها أهل فلسطين واحتياجاتهم، وكل ما قد تقوم به إنما هو لخداع الناس وتضليهم عن سبب المشكلة وأس الداء. ودورها الذي تتفانى فيه هو خدمة يهود والسهر على أمنهم ومصالحهم.


5/7/2024