القدس - تقرير معا- فرضت سلطات الاحتلال، الأحد 17-9-2023، حصارا على المسجد الأقصى المبارك وحولت محيطه إلى ثكنة عسكرية، لتأمين احتفالات المستوطنين واقتحاماتهم للأقصى في "رأس السنة العبرية."
ونفذ 423 متطرفا اقتحاماتهم للأقصى، خلال فترتي الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر، عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه -منذ احتلال مدينة القدس عام 1967- كما أوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية"، ونفخ أحد المستوطنين بالبوق في ساحاته "اعلانا ببدء السنة العبرية من داخل الأقصى"، فيما أدى العشرات منهم صلواتهم خلال اقتحام الأقصى بشكل علني وجماعي، وتعمد المستوطنون اقتحام الأقصى وهم يرتدون "لباس كهنة الهيكل/ ملابس التوبة" لقيادة صلوات اليهود داخل الأقصى.
ومنعت سلطات الاحتلال دخول المسلمين الذين تقل أعمارهم عن الـ50 عاماً، الدخول إلى المسجد الأقصى، وأدى "الشبان والنساء" صلاة الظهر على عتبات الأقصى بعد منعهم من الدخول.
إن كيان يهود يعربد في القدس والمسجد الأقصى ويعمل على فرض الوقائع التوراتية التي باتت تمر حتى دون ضجيج وجعجعة من الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين التي عودتنا على جعجعات كاذبة عندما يتعلق الأمر بالمسجد الأقصى كونه مكانا مقدسا وله خصوصية عند المسلمين ولكن في الآونة الأخيرة يبدو أن المسجد الأقصى أصبح أيضا خارج تلك الحسابات الضيقة والخبيثة في تقزيم القضية وبات حاله كحال الأرض المباركة! وهكذا تدحرجت الأنظمة من جعجعة متعلقة بفلسطين إلى جعجعة متعلقة بما تم احتلاله عام 1967 ومن ثم إلى جعجعة متعلقة بالمسجد المسجد الأقصى ومن ثم صمت مطبق كصمت أهل القبور!
وفي الأرض المباركة فإن السلطة مشغولة في ملاحقة المجاهدين في جنين وغيرها خدمة ليهود وهو بدوره يرد لها الجميل في القدس بتدنيس المسجد الأقصى وفي الخليل بتدنيس المسجد الإبراهيمي وإطلاق مستوطنيه للعربدة والتعدي على الناس فأي خزي هذا الذي تسربلت به سلطة التنسيق الأمني بل وبلا خجل يسافر أزلامها إلى الخارج متنقلين في الطائرات ويلبسون البدلات ويلتقطون الصور ويصافحون زعماء الدول وكأنهم دولة قامت على جماجم الأعداء أو ثورة حررت البلاد ولو عرفوا معنى الدولة ورجال الدولة لوجدوا أنفسهم في قاموس الخونة والعملاء وتجار الدماء والتضحيات، ولكن ما تلبث أن تفضحهم صرخات الاستجداء والتسول السياسي الفاضح كما هي العادة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد حاليا دورتها الـ78 في أمريكا والتي سافر لحضورها رئيس السلطة ووسطه السياسي قادما من العاصمة الكوبية هافانا ورئيس وزراء السلطة الذي استبق اجتماعات الجمعية العامة باجتماع في نيويورك للتسول المالي من الداعمين!
آن للأمة الإسلامية أن تدرك أنه في ظل التسول السياسي الرخيص لرجالات السلطة والتطبيع المخزي للأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين مع كيان يهود فإن المسجد الأقصى والأرض المباركة وأهل فلسطين باتوا في خطر داهم وأن ما تبقى في جعبة يهود من مخططات لإكمال مشروعهم التوراتي في فلسطين لم تعد تحتاج إلى كثير من الوقت فالحكام العملاء والسلطة الخائنة مهدوا لهم الطريق ليسارعوا الخطى ويختصروا الوقت، وهذا يجعل الأمة بكل مكوناتها السياسية والعسكرية أمام مسؤولية عظيمة لينقذوا مسرى نبيهم وأرضهم المباركة وإخوانهم في العقيدة بإسقاط الانظمة العميلة والتحرك الفوري للإلتحام مع أهل فلسطين في معركة طال انتظارها لاقتلاع كيان يهود من جذوره.
17-9-2023