نشرت وكالة غوث تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ما يسمى بمدونة قواعد السلوك، والتي تقع في 69 صفحة، وعملت على توزيعها بين العاملين فيها، جاء فيها الدعوة لمخالفات عميقة للأخلاق والقيم الإسلامية التي يقوم عليها المجتمع في فلسطين، حيث جاءت الدعوة صريحة لاحترام وتقبل الشذوذ وحقهم في الوجود استنادا إلى آراء وأنظمة وقواعد الأمم المتحدة كمرجعية ورفض أي مرجعية أخرى في ضرب واضح ورفض للأحكام الشرعية الإسلامية، حيث جاء في مدونة السلوك التي نشرتها الأونروا النص التالي:
“تنظر الأونروا إلى المساواة بين الجنسين وفقاً لآراء الأمم المتحدة، ونتيجة لذلك تتصف المساواة بين الجنسين بشمول الزملاء والمستفيدين من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وأحرار الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين وأفراد الفئات الجنسانية الأخرى 1-LGBT )، وفي حال تعارض ذلك مع الأعراف الثقافية المحلية يجب أن تسترشد سلوكياتنا معايير السلوك للخدمة المدنية الدولية وغيرها من الأنظمة والقواعد التابعة للأمم المتحدة”.
بهذه الخطوة تتجاوز الأونروا دورها المعلن في إطار الإغاثة والتشغيل للاجئين الفلسطينيين لتكشف عن وجهها الحقيقي كأداة نفوذ استعماري وجهة تنفيذ لمخططات معادية للمنطقة وخاصة فلسطين كقضية وشعب، فمحاباة كيان يهود، ومساواة الضحية بالجلاد، والتغطية على جرائم يهود ضد أهل فلسطين قتلا وتشريدا وهدما للبيوت، واستباحتهم للمسجد الأقصى في مشهد يومي صارخ لا حاجة لأن يقام الدليل عليه.
ولا غرابة أن يأتي هذا الاعتداء على الفطرة السليمة ومنظومة قيمنا وأخلاقنا الإسلامية، والاستهداف لأحكام شرعنا الحنيف، في ظل سعار التطبيع الذي يجتاح الأنظمة الخائنة العميلة في بلاد المسلمين، والتي تعتبر الممول الأكبر لبرامج ومشاريع الأونروا، في محاولة لطمس كل قيمة وكل مفهوم يوثق الارتباط بالأرض المباركة فلسطين سعيا لتصفيتها والقضاء عليها، فهل ينتظر من الشاذين والشاذات تحرير الأرض والدفاع عن الأقصى؟؟!!.
إن الواجب على أهل فلسطين كافة الوقوف وقفة جادة وقوية ضد هذه الأجندات الخبيثة المدعومة غربيا، ورفض كل المشاريع الهادفة إلى تدمير مجتمعنا واستهداف أسرنا وأبنائنا مثل قانون حماية الأسرة وقانون حماية الطفل، وتعديل قانون الأحوال الشخصية، ومنع نشاطات كافة المؤسسات والجمعيات النسوية التي باتت الذراع التنفيذي لمخططات الغرب الكافر في إفساد مجتمعنا وتدمير بنيانه.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
الأمر الذي يكشف عن الحاجة الملحة والضرورة لوجود دولة الإسلام التي تقوم على أساس الإسلام وتطبق أحكامه، وتصون المجتمع وتضمن تماسكه واستقراره، وتحافظ على منظومة قيمه وأفكاره وسلوكياته، وتقطع دابر كل من تسول له نفسه لاختراق بنيانه عملا بقول الله تعالى: (لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا).
16/9/2023