ذكرت شبكة القدس الإخبارية خبر "انتهاء اجتماع الأمناء العامين للفصائل دون خروج بيان ختامي مشترك، وأن رئيس السلطة عباس أعلن في كلمة ختامية عن تشكيل لجنة من الفصائل لاستكمال الحوار بهدف تحقيق الوحدة الوطنية"، فيما أكد رئيس السلطة في كلمته على "أن المقاومة الشعبية هي الأسلوب الأمثل لمواصلة نضالنا وتحقيق أهدافنا الوطنية في هذه المرحلة"، أن مصالح الشعب "تفرض إنهاء الانقسام ووجود دولة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد"، ولم يفوت عباس التأكيد على أن منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني "ويجب الالتزام ببرنامجها وكل التزاماتها الدولية.
ليست مصيبة أهل فلسطين ومعاناتهم فقط هي في احتلال كيان يهود لأرضهم وممارسته لإجرامه بحقهم منذ قيام كيانه المشؤوم، وليست فقط في استمرار معاناتهم بسبب خذلانهم من أنظمة الخذلان العميلة، وإنما تكمن مصيبتهم كذلك، ولعلها الأشد، في القيادة المزعومة التي "تصدرت!" قضيتهم والتي تمثلت في السلطة التي سارت بهم ولا تزال إلى التردي والهاوية، ومن قبلها في منظمة التحرير، والتي قبل أن تصبح جسدا هامدا له خوار، قامت بكل النكبات والنكسات بحق قضية فلسطين من تفريط وتنازل، وكانت الأداة لتمرير كل المكائد التي حيكت ضد فلسطين وأهلها، فكان من ثمرتها أوسلو المشؤومة!
كما أن مصيبتهم أيضا تكمن في فصائل انعدمت لديها أية رؤية جدية أو مجدية لقضية فلسطين، فبينما يفتك كيان يهود بالأرض المباركة وأهلها بالقتل والاقتحام للمسجد الأقصى والسعي لضم الضفة الغربية وتهجير أهلها، لا تزال الفصائل في لقاءاتها مع السلطة، كاللقاء الأخير في القاهرة، تجتر أسباب التردي كالمطالبة بإحياء منظمة التحرير، ولا تزال السلطة تلقي فيها على مسامعهم ضرورة الخضوع للاتفاقات والالتزامات الدولية التي صُنعت لتصفية قضية فلسطين وتثبيت كيان يهود، حتى باتت تلك اللقاءات مناسبات مكررة لتأكيد الرؤية العقيمة، والفشل والخلافات، في مشهد قد مل منه أهل فلسطين لكثرة تكراره عبر السنوات، ولم يعد يعنيهم، وباتوا لا يرجون من هؤلاء ومن لقاءاتهم أي خير.
إن الرؤية الصحيحة لقضية فلسطين تفرض أولاً بأن يكون الإسلام هو أساس النظرة والحل، وأن الأمة الإسلامية بشعوبها وجيوشها وقواها، وليس أهل فلسطين فقط، هم المكلفون بتحرير فلسطين وبحسب ما يقتضيه الإسلام من جهاد واستئصال لكيان يهود، وإزالة للأنظمة التي تحول دون ذلك، وعلى هذا يجب أن ينصب الجهد والحشد، بحيث لا تبقى قضية فلسطين وأهلها موضعا لعبث الفصائل والسلطة الذين صاروا عبئا لا حلا، ولعل ذلك كائن بإذن الله في ظل خلافة راشدة نسأل الله عزوجل أن يكون قيامها قريبا.
31-7-2023