سحب جيش الاحتلال قواته من مدينة جنين (شمال الضفة الغربية) بعد العملية العسكرية التي نفذها صباح الاثنين وأصيب فيها 8 من جنوده وأُعطبت العديد من آلياته، في حين استشهد 5 فلسطينيين وأصيب 91 آخرون، وشهدت العملية استخدام الطيران الحربي لأول مرة منذ أكثر من عقدين. وأعلن جيش الاحتلال أن 7 آليات عسكرية مصفحة أُعطبت خلال عملية جنين، في حين أفادت إذاعة جيش الاحتلال بإصابة مروحية تابعة لسلاح الجو بإطلاق نار خلال مشاركتها في العملية التي استمرت ساعات. (الجزيرة نت "بتصرف")
ما زال أهل فلسطين يسطرون ملاحم البطولة في التصدي لغطرسة الاحتلال وعنجهيته رغم كل ما أصاب المجاهدين من عمليات تصفية وملاحقة وسجن، إلا أن العزيمة ما زالت ظاهرة بادية، وهم يوماً عن يوم يثبتون أنهم ما زالوا شوكة في حلق يهود، رغم كل ما يبذله يهود من أجل القضاء عليهم والنيل منهم، مستعينا بكامل قواته وقدراته وبجميع إمكانيات السلطة الفلسطينية التي لا تدخر جهدا في توفير المعلومات عن المجاهدين وتسهيل دخول وخروج قواته، والتنسيق الأمني الحثيث الذي لا يتوقف، ومع ذلك بقيت إنجازات وتضحيات المجاهدين كبيرة ومحرجة لجيش يهود.
وهذا المشهد الذي يثلج الصدور الأصل أن يحرج جيوش المسلمين، ضباطها وقادتها، الذين يشاهدون كيف أن الأفراد يستطيعون فعل الكثير إذا ما توفر الإخلاص والإرادة وأن كيان يهود هش ونمر من ورق، وليست حادثة البطل المصري محمد صلاح بعيدة عن المشهد.
فهذه المشاهد تبرق رسائل استنفار ونداء عاجلاً إلى كل جيوش الأمة وضباطها ليقوموا بواجبهم تجاه فلسطين وأهلها، ليتحركوا من فورهم لتلبية النداء فيفوزوا بعز الدنيا والآخرة.
وهذه المشاهد تبرق رسائل إلى كيان يهود وأمريكا بأن الأمة الإسلامية وأبناء فلسطين ليسوا كالسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، ولا كحكام الإمارات وقطر والخليج والسعودية وتركيا والأردن ومصر... بل أهل فلسطين وعموم المسلمين في واد والحكام في واد بعيد عنهم.
فكل حسابات التصفية والتطبيع والخيانة اختلطت على أعتاب الأبطال والمجاهدين. والأيام القادمة حبلى بكل المفاجآت وسيأتي اليوم الذي تفاجئ فيه الأمة بل تصعق الغرب بنهضتها من كبوتها واستعادتها زمام أمرها، وما ذلك على الله بعزيز.
22/6/2023