قال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو إنه يجب العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم، وكذلك نقلت الإذاعة"الإسرائيلية" الرسمية -اليوم الاثنين- عن نتنياهو قوله خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست "إن إسرائيل تريد بقاء السلطة الفلسطينية، وهي غير معنية بانهيارها ولكنها على استعداد لدعمها ماليا، قائلا إن من مصلحة إسرائيل وجود هذه السلطة ومواصلة عملها."
لقد أراد نتنياهو بهذه التصريحات الواضحة أن يقول للعالم أجمع أن مشروع الدولتين أصبح من الماضي وأن الفكرة بحد ذاتها سوف يتم إجتثاثها بعد أن تم إجتثاث الواقع الذي كان من المفترض أن تقوم عليه الدولة الفلسطينية! وهكذا كما يقال قطعت جهينة قول كل خطيب، ولم يبقَ مجال للتحليل والتحايل من أنصار مشروع الدولتين والداعين له من الحكام والعملاء والأوساط السياسية المنبطحة، وكل كلام عن هذا المشروع أصبح بحكم الميت سياسيا وواقعيا بل إن كيان يهود يسعى الآن لتجاوز مشروع الدولتين سياسيا بعد أن تجاوزه على أرض الواقع ويريد للعالم أن يقبل بهذا التجاوز السياسي بحيث تبحث الدول الكبرى وعملاؤها عن حل بعيد عن مشروع الدولتين وعن الأرض المباركة فهي بنظره أصبحت خالصة له!
إن ما يجنيه كيان يهود من مكاسب هي ثمار لخيانة السلطة والأنظمة العميلة التي جمدت القتال وأشغلت الشعوب بالحديث عن السلام المزعوم ومشروع الدولتين، فكان ذلك السلام وذلك المشروع هدية لكيان يهود أقر له بحقه على ثلثي الأرض المباركة ووفر له فرصة ذهبية ليتوسع ويتمدد بأقل التكاليف السياسية والعسكرية وليبتلع ما تبقى من الأرض، وهكذا لم تجلب السلطة لهذه الأرض المباركة إلا الدمار والخراب خدمة للغرب وأمريكا ويهود، وكيان يهود عبر تصريحات نتنياهو هذه يريدونها الآن وبشكل رسمي أن تتحول من سلطة لمشروع سياسي -مهما كان حجمه أو اسمه- إلى مرتزقة تقدم الخدمات الأمنية والمدنية كما تفعل الشركات الأمنية الخاصة.
لقد أرهقت السلطة الناس وأهلكت الحرث والنسل وقدمت ليهود كل أنواع الخدمات وحجتها الباطلة هي مشروع الدولتين الأمريكي الذي أعلن نتنياهو شهادة وفاته غير آبهٍ بالدول الكبرى والمؤسسات الدولية والأمم المتحدة وقراراتها، فهل تتوقف السلطة عن خيانتها وخدماتها ليهود من التنسيق الأمني إلى محاربة أهل فلسطين في رزقهم ودينهم وعرضهم؟! وهل تصارح الأمة أنها أرتكبت خيانة عظمى بمشاركة الحكام العملاء في التنازل عن فلسطين؟! أو أنها ستمضي في الطريق إلى نهايته فتتحول لمرتزقة كما يريدها نتنياهو وتستمر في تقديم الخدمات له؟
إن أهل فلسطين رأوا بأم أعينهم إلى أين أوصلت منظمة التحرير والسلطة وأنظمة العمالة القضية، وها هم الآن مشغولون بجمع ما تبقى من ثروات وأموال بينما كيان يهود مشغول بتفعيل سياسة الضم بفرض هستيري للوقائع ويخطط لما هو أبعد من ذلك ويتوعد ويهدد كما فعل نتنياهو حيث قال "أن استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات الضفة مؤشر على ما هو آت"، وهذا يظهر مدى عمق ووعي وأهمية إعادة القضية إلى عمقها الإسلامي فلا منقذ لهذه الأرض وأهلها سوى أمة الإسلام وجيوش المسلمين.
إن الوضع خطير وهذا يوجب على الأمة الإسلامية أن تدرك حجم المؤامرة على أهل فلسطين وأن تلعن السلام والمروجين له وأن تدرك أنه لم يكن سوى فرصة لكيان يهود لينقض على ما تبقى من الأرض وأن الخيار الصحيح والوحيد لوقف ذلك هو تفعيل الحل العسكري وإعلان الحرب، التي أصبحت بحكم الواقع عوضا عن أنها بالأصل حكم شرعي تأخر تنفيذه، فتتحرك لتحرير الأرض المباركة وتقتلع كيان يهود من جذوره وأن ما عدا ذلك من تعويل على الدول الكبرى ومشاريعها ومؤسساتها وخاصة الأمم المتحدة هو خيانة عظمى وانتحار سياسي.
26-6-2023