زار الرئيس "الإسرائيلي" يستحاك هرتسوغ قصر القضيبية في المنامة اليوم، والتقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البحرين وناقش هرتسوغ والملك حمد في لقائهما الأهمية التي يوليها بلدهما لعلاقاتهما الثنائية وتوسيع التعاون "الإسرائيلي" البحريني.
وشكر يتسحاك هرتسوغ الملك حمد في بداية لقائهما، قائلاً بالعربية: "صديقي، جلالة ملك البحرين، أشكرك على الترحيب بي بمملكة البحرين الموقرة، كأول رئيس "لإسرائيل" يزور البحرين" وتابع "هذه لحظة رائعة ويشرفني للغاية أن أكون هنا في مملكة البحرين أنتم في طليعة صنع التاريخ في المنطقة، حيث يمكن لليهود والمسلمين أن يسكنوا معاً، أبناء إبراهيم، والمضي قدماً بسلام، إنها عملية ستستغرق وقتاً طويلاً، لكن يمكننا أن نحلم بها وأن نراها، انضمت دولنا إلى طريق السلام، ومملكة البحرين هي حقاً واحدة من رواد هذه العملية، حيث انضمت إلى الدول الأخرى التي تسعى لتحقيق السلام معاً لصالح ورفاهية شعوبنا ودول المنطقة والعالم بأسره".
وفي سياق آخر أعرب رئيس السلطة محمود عباس، في كلمة متلفزة بثها التلفزيون الرسمي، بحفل إعلان نتائج الفائزين في شهادة التكريم الوطنية للدبلوماسية الأكاديمية المناصرة للحقوق الفلسطينية، عن ثقته بأن الحق والعدل والسلام سينتصرون في النهاية، وقال: لن نستسلم، وسنظل صامدين نقاوم الاحتلال، وسنوسع نطاق مقاومتنا الشعبية السلمية، ونتحرك على الصعيد الدولي لإجبار "إسرائيل" على إنهاء احتلالها ووقف عدوانها، ومن أجل محاسبتها على جرائمها وخرقها للقانون الدولي.
بينما يتكلم الرصاص في الضفة والدماء تسفك ليل نهار في مشاهد إجرامية تقشعر لها الأبدان، وبينما يتم اقتحام المسجد الأقصى بشكل شبه يومي وتعلن جماعات الهيكل عن استعدادها لاقتحامات موسعة منتصف هذا الشهر، وبينما الطائرات تغير على قطاع غزة، وبينما يستعد نتنياهو لتشكيل حكومة توراتية تنادي بضم ما تبقى من الأرض وطرد أهلها منها، بينما يحصل كل ذلك يستقبل حمد بن عيسى رئيس كيان يهود ليتبادلوا أطراف الحديث عن السلام والحب والود في مشهد يظهر مدى سخافة تلك الأنظمة واستخفاف كيان يهود بها واطمئنانه إلى خيانتها وأنها إليه أقرب، وهذا حال كل الأنظمة في بلاد المسلمين ومنها المصري والأردني اللذين أكدا بالأمس على السلام ومشروع الدولتين بينما كانت الدماء تراق في الأرض المباركة!
وبينما خرج رجالات السلطة منذ أيام يتحدثون عن خطاب هام لرئيس السلطة خلال الدورة العاشرة للمجلس الثوري لحركة فتح رداً على جرائم كيان يهود وإذ برئيس السلطة يفصح عن موقفه بتصريحاته الآنفة الذكر في مشهد لا يختلف عن خيانة نظام البحرين فذلك يطالب بالسلام مع الخارج وهذا يطلبه في الداخل والتنازل هو التنازل.
إن سلام السلطة والأنظمة هو سلام الخنوع والذل والتفريط بالأرض المباركة، وليس سلام القوة وفرض المواقف وهو سياسياً استسلام وليس سلام فلا سلام في السياسة مع محتل، فكيف والحديث عن معظم الأرض! إن هذا السلام المزعوم هو الجسر الذي يمر عليه كيان يهود لتنفيذ مخططاته الإجرامية في الأرض المباركة، وهو خيانة عظمى توجب على الأمة وجيوشها أن تتحرك وتستبدل بسلام الذل حرب التحرير التي تليق بأمة الإسلام ومبدئها العظيم وتاريخها المشرف وحاضرها الذي يرفض الاستسلام، وعندها لن تقبل الأمة بتوقيع معاهدة استسلام مع كيان يهود على شبر من الأرض المباركة بل سوف تقتلعه من جذور جذوره وتشرد به من خلفه.
4-12-2022