نقلت وكالة معا الإخبارية خبراً ورد فيه تأكيد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي "أن "إسرائيل" سحبت بطاقات الـ VIP من نصف أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بحجة مشاركتهم في فعاليات وأنشطة مقاومة للممارسات "الإسرائيلية" في قريتي بلعين ونعلين غربي رام الله، وباقي مناطق التماس مع الاحتلال بالضفة الغربية، مشيرا إلى أن اللجنة المركزية تفكر بعقد مؤتمر صحفي وتمزيق باقي البطاقات المقدمة من الاحتلال تعبيرا عن رفض قيادة حركة فتح لكل أشكال القمع "الإسرائيلي".
وأكد الطيراوي أن هذه البطاقات لا يمكن أن تشكل ورقة ضغط على قيادة حركة فتح الجديدة التي تنتهج سياسة مقاومة الاحتلال والوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني خصوصا بعد المؤتمر الحركي السادس حيث أن الحركة بكافة أذرعها وهيئاتها متواجدة على الأرض مع المواطنين وأن الإجراءات القمعية "الإسرائيلية" لن تمنعنا من مواصلة هذه الطريق، مشددا على أن فتح انطلقت من أجل تحرير الوطن وستواصل طريقها حتى تحقيق كامل أهدافها التي انطلقت من أجلها."
*****
كثيراً ما حاولت بعض "القيادات" الفتحاوية الفصل بين تصرفات السلطة من جهة وبين حركة فتح من جهة أخرى، ففي كل تصرف مشين أو مخزي تمارسه السلطة كانت تلك "القيادات" تدّعي بأن حركة فتح ليست مسئولة عن تصرفات السلطة باعتبارها حركة تحرر وطني وجسم آخر غير السلطة، ولكن يبدو أن تصريحات الطيراوي هذه تكشف عن حقيقة نظرة كيان يهود لتلك "القيادات" الفتحاوية حيث يعتبرهم كيان يهود جزءاً لا يتجزأ من هذه السلطة التي تعتبر ذراعاً امنياً ليهود، مما دعاهم لمعاقبتهم بسحب تلك البطاقات.
ولا يحتاج المرء إلى عقلية تحليلية ورؤية ما وراء الكواليس حتى يصل لهذه الحقيقة، فبأي مسوغ يعطي كيان يهود بطاقات الـ VIP لأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بهذا الوصف وهذا المسمى؟! فهم ليسوا –بمنطق الواقعيين- وزراء أو رؤساء وزارات أو سلطة؟! ما الذي يدعو هذا الكيان المغتصب ليمنح هؤلاء بطاقات الـVIP أصلاً قبل أن يسحبها منهم إن لم يكونوا جزءاً وركناً أساسياً من هذه السلطة التي بهرت خدماتها الأمنية يهود ونالت مؤخراً رضا وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون؟!
ثم يأتي الطيراوي مستغفلاً يؤكد على أن قيادة الـVIP الفتحاوية ستواصل سياسة مقاومة الاحتلال!! وأن سحب هذه البطاقات لن يشكل عامل ضغط أو عقوبة ضد حركة فتح!! بل إن حركته ستقوم برد فعل مزلزل حيث أنها (تفكر!) بعقد مؤتمر صحفي تمزق فيه باقي البطاقات!!
ولم يغب عن الطيراوي التأكيد على أن حركة فتح قد انطلقت من أجل "تحرير!!" الوطن من غير أن يبين عن أي وطن يتحدث أهو المحتل عام 48 أم المحتل عام 67 أو أقل من ذلك كما نصت الاتفاقيات التي وقعتها قيادات فتح، مؤكداً أن الحركة ستواصل طريقها حتى تحقيق كامل أهدافها التي انطلقت من أجلها!!
إن ما مرّت به حركة فتح وقياداتها وما جلبته على شعبها من كوارث ومصائب ليس أقلها كارثة السلطة الفلسطينية، لم يسجل التاريخ نظيراً له لأي حركة تحرر على وجه البسيطة، وكيف يمكن لحركة تحرر أن "تقاوم!" وتسعى "لتحرير!" الوطن من محتل تحمل بطاقاته الـVIP !! إن هذا لأمر عجاب!!!
إن هذا الاستخذاء الذي يمارسه كل من فرّط بأرض الإسراء والمعراج لقاء مصالح شخصية يعرفها القاصي والداني من أهل فلسطين، يعتبر فعلاً مشيناً ومستنكراً من قبل أهل فلسطين عامة ولا يعبر البتة عن موقف أهلها الذين يتبرؤون من كل من ارتمى في أحضان القوى الغربية الاستعمارية ويهود.
إن أمثال تلك "القيادات" وأضرابها يرون في قضية فلسطين صفقة تجارية يجنون من خلالها الأموال الطائلة والثروات المتراكمة، وكل دعاوى الوطن والتحرير والشعب الفلسطيني ومقاومة المحتل ورفض ضم المسجد الإبراهيمي ورفض تهويد القدس هي مجرد حملات دعائية لزيادة ثمن مبيع المواقف السياسية.
إن القيادات الحقيقية للشعوب هي تلك التي تأخذ بيد شعبها إلى الانعتاق من ربقة الاستعمار لا العبودية له، وإلى تحرير بلادها المحتلة لا إلى تثبيت أركان المحتل، ولكن أنىّ لمن خان أمته وقضاياها وانحاز لصف أعدائها أن يكون قائداً لها علاوة على أن يقف مواقف عزة وكرامة!!
إن تلك "القيادات" التي انحازت لصف أعداء الأمة قد صُنِعت على عين بصيرة من قبل القوى الغربية الاستعمارية لتحقق له مخططاته في المنطقة ولم تخرج من صلب الأمة أو رحمها، أما قيادات الأمة الحقيقية فهي التي تعمل لتحرير الأمة من هيمنة الاستعمار بكافة أشكاله، بل وتعمل لتحقيق مشروع الأمة الحضاري بإقامة الخلافة التي ستحرر فلسطين وكل شبر محتل من بلاد المسلمين.
27-2-2010