اتهم بسام أبو شريف، مستشار ياسر عرفات، في حديثه حول الذكرى الـ29 لإمضاء اتفاق أوسلو، ما أسماها "لجنة الخيانة العليا"، التي تم تشكيلها في تونس برئاسة محمود عباس، وأعضاء من اللجنة المركزية بممارسة ضغوط كبيرة على ياسر عرفات لتوقيع اتفاق أوسلو.
وأشار بسام أبو شريف إلى أنه كان معارضا لاتفاق أوسلو وأبلغ عرفات بأن هذا "كمين لمنظمة التحرير"، من أجل تحويلها إلى أداة بيد "إسرائيل" لتتحكم فيها بالشعب الفلسطيني وتهيمن على التراب الفلسطيني، ولتكون منظمة التحرير أداة حماية وحراسة "لإسرائيل"، على حد قوله. واستتبع قائلا: "عباس يطأطئ الرأس، ويقبل بعمليات القتل اليومي بحق أطفالنا ونسائنا وتهويد القدس"، مطالبا قيادة السلطة بالسماح لأجهزة الأمن الفلسطينية بأن تدافع عن الشعب الفلسطيني لا اعتقاله.
ما زالت الأيام تأتينا بالأخبار والشواهد والوقائع التي لا تدع مجالا للشك حول دور منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في تصفية القضية لصالح الكيان الغاصب، فهذا رجل ممن كان معهم منذ البداية يشهد على أن التخطيط والتدبير منذ البداية كان من أجل تصفية القضية وخدمة الاحتلال، وليس الأمر طارئا فرضته الظروف والمعطيات فيما بعد كما يدعي ويحاول قادة السلطة والمنظمة الترويج له. وهو وإن كان يركز على عباس وبعض الرجالات في المنظمة على اعتبار أنهم هم مهندسو الخيانة ويغفل عما هو أبعد من ذلك لكن الحقيقة أنهم مصيب في توصيف عباس ومن حوله، وهذا أمر يؤكد على أن تصريحات عباس المخزية حول تقديس التنسيق الأمني وإنهاء عذابات يهود لم تكن خارج السياق، بل جذوره ضاربة في الخيانة منذ التأسيس.
وما تحدث عنه أبو شريف شهادة ونظريا بات واقعا ملموسا تنطق به الوقائع كل وقت وحين، ولا أدل على ذلك من الأحداث الجارية في نابلس، حيث بادرت السلطة دون حياء ولا خجل باعتقال المجاهدين المطلوبين لدى كيان يهود، ومن قبل تعهد حسين الشيخ ليهود بتنفيذ كل ما يحتاجه يهود من النواحي الأمنية إن ترك لهم يهود مجالا وفسحة زمنية لذلك، ومن ثم أطلقت السلطة الرصاص الحي على المتظاهرين المحتجين على الدور القذر الذي قامت به السلطة لترسم بذلك كامل الصورة والمشهد بأن السلطة لا تعدو جهازا أمنيا لدى الاحتلال، وسياسيا دورها المساهمة في إضفاء الشرعية على مشروع التصفية والخيانة.
إن قضية فلسطين باتت في أمس الحاجة إلى تدخل الأمة الإسلامية وجيوشها لتنقذها من الخونة المتآمرين ومن براثن الاحتلال الغاشم.
21/9/2022