Aqsa6622

لا يمر يوم على المسجد الأقصى إلا ويتعرض للاقتحامات من قبل قطعان المستوطنين وبحراسة جنود الاحتلال، وفي أيام ما يسمى بأعياد اليهود يأخذ الأمر شكلاً أكثر استفزازاً ويثير الاشمئزاز فقطعان المستوطنين يتعمدون الاستعراض والاحتفال من باب إثارة مشاعر المصلين والمرابطين في الأقصى، ثم تنقل وسائل الإعلام الخبر وكأنه حدث عادي لا يمس أكثر من ملياري مسلم في عقيدتهم وفي أقدس مقدساتهم بعد المسجد الحرام المسجد النبوي.
لقد نفذ كيان يهود خطة مدروسة لتثبيت وجودهم في المسجد الأقصى وجعل تقسيمه زمانياً ومكانياً أمرا واقعاً، هذه الخطة تقوم على مبدأ كي الوعي، بحيث يتم تحقيق الهدف بالتدريج وبالصدمة المتكررة فيصبح الأمر غير مؤلم ولا يثير الغضب، وما حدث في الأسبوع الماضي وبالتحديد يوم الأحد 29/5، وهذا الأسبوع من اقتحامات للمستوطنين وبأعداد كبيرة للمسجد الأقصى دون أن يسجل أي ردة فعل وتحرك من قبل أمة الإسلام فإن ذلك يدق ناقوس الخطر بقوة.
إن هذه الجرأة الكبيرة والواضحة لكيان يهود الجبان بحيث يتحدى مشاعر أمة الإسلام، وتوجيه الصفعة تلو الصفعة، ولا يحسب أي حساب لردود أفعال المسلمين، إن هذه الجرأة والوقاحة ترجع لأمرين:
الأمر الأول يكمن في خيانة الحكام وسكوت الأمة الإسلامية عن تلك الخيانة والتخاذل من الحكام، فالأصل أن تأخذ الأمة الإسلامية على يد حكامها لنصرة المسجد الأقصى فإن أبوا فتجبرهم جبراً وتقصرهم قصراً، وإلا فإسقاطهم واجب لفتح الطريق وتمهيده نحو فلسطين والمسجد الأقصى.
الأمر الثاني يظهر في عدم أخذ الأمة لأداة العمل الصحيحة، وعدم توجهها للجهة الفاعلة والمؤثرة في تحقيق الهدف والانتصار لفلسطين والمسجد الأقصى، فلا يصح جعل الدفاع عن المسجد الأقصى مسؤولية المرابطين والمرابطات فيه فحسب، أو في خوض جولات قتال محدودة يقوم بها المجاهدون في فلسطين، بل المسؤولية والواجب يقع على عاتق جيوش المسلمين، فيكفي أن يتخذ القرار ويتحرك لقطع يد يهود الآثمة الممتدة بالشر إلى المسجد الأقصى، يكفي أن يتحرك جيشاً واحداً لتتبعه كافة الأمة بشعوبها وجيوشها فتحيل كيان يهود أثراً بعد عين وتجتث باطلهم من فوق الأرض المباركة.
هذا هو الحل يا أمة الإسلام ويا علماء المسلمين ويا جيوشنا الجرارة، وهو الرد الطبيعي على تطاول يهود واستكبارهم، وأنتم قادرون على إنجازه إن صدقتم العزم وأخلصتم النية وتوكلتم على الله فهو ناصركم ومثبتكم ومنجز لكم وعده ( إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ)
6-6-2022