abbas sulta05062022

الانشغال الأمريكي بالملفات العالمية الساخنة، خاصة ملفي روسيا والصين، والأزمات الاقتصادية المزمنة التي تشغل بال أمريكا دفع بوزارة الدفاع الأمريكية إلى التفكير في خفض رتبة المسؤول الأمريكي عن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية "إلى جانب العديد من المسؤولين في الشرق الأوسط " من رتبة لواء بثلاث نجوم إلى رتبة عقيد.
إن هذه الخطوة الأمريكية تعني تراجع اهتمام الإدارة الأمريكية بملف قضية فلسطين وقذفا بملفها إلى الرفوف السفلى، خاصة في ظل تعنت الكيان الغاصب الذي لا صوت يعلو عنده على صوت التطرف بلاءاته الثلاث الصارمة: لا مفاوضات سياسية مع السلطة، لا دولة فلسطينية إلى جانب كيانهم الغاصب، لا اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
الخطوة الأمريكية هذه لاقت اعتراضا من كيان يهود والسلطة على حد سواء، ولكل حساباته، فكيان يهود يخشى أن تؤدي هذه الخطوة إلى انهيار السلطة التي تعد جزء من منظومته الأمنية وكنزا استراتيجيا لا غنى لهم عنه، خاصة أن توقيت هذه الخطوة تزامن مع التوترات الشديدة التي تشهدها مدن الضفة، فالسلطة وحدها هي القادرة على احتواء وكبح جماح أي عمل عسكري أو شعبي يعيق عمليات التهويد.
وتزداد خطورة هذه الخطوة عند كيان يهود من أنها تأتي في ظل الحديث عن احتمالية موت رئيس السلطة في أية لحظة بسبب كبر سنه، وهو ما قد يؤدي إلى إرباك أمني ولو مؤقت في الضفة والذي دفع يهود إلى إعداد خطة لمواجهة ذلك أطلق عليها اسم "كسوف الشمس" و"صراع العروش".
أما السلطة فترى أن هذه الخطوة ستسهم في تقليص المساعدات المالية المقدمة لها، ما يعني إفلاس مشروعها الاستثماري الذي تعتاش منه بعد فشلها السياسي المدوي الذي منيت به، ويعني لديها تراجع الاهتمام الأمريكي بالقضية والذي قد يجعل من مشروع الدولة حلما في المرحلة القادمة.
آن لأهل فلسطين أن يلفظوا هذه السلطة ورجالاتها لفظ النواة بعدما برهنوا مرة تلو الأخرى أنهم يحرسون مشروعا أمنيا للاحتلال، وآن لأهل فلسطين أن يدركوا أن حل قضية فلسطين لا يكون إلاّ بإناطة مهمة التحرير للجهة الوحيدة القادرة على أدائها وهي جيوش المسلمين.
2022/6/5