شارك رئيس وزراء سلطة رام الله أمس الجمعة بالتظاهرة الأسبوعية في قرية بلعين، وذلك إحياء "للذكرى السادسة لانطلاق المقاومة الشعبية السلمية ضد جدار الفصل العنصري، والاستيطان في بلعين" حسب ما ذكرت وكالة وفا الإخبارية. وشاركت معه قيادات من السلطة الفلسطينية ومن الفصائل الفلسطينية. وأكّد فياض على ضرورة الالتفاف حول "المقاومة السلمية"، التي اعتبر أنها أعادت "الاعتبار للنضال الفلسطيني وتضامن وتعاطف العالم مع شرعية هذا النضال"، وأنها "أثبتت جدواها وهي تراكم الانجازات"، رغم اعترافه "أن خمس سنوات من المقاومة السلمية لم تسقط الجدار"، بينما تغنى بأنها "نجحت في تقويض مبرراته أمام الرأي العام الدولي".
***
إن الإسلام شرّع طريقا واحدا ووحيدا لتحرير بلاد المسلمين من الاحتلال، وهو الجهاد في سبيل الله لخلع الاحتلال من جذوره، لا لمجرد إزاحته عن جزء من أرض المسلمين، ولا لمجرد تحريك جدار يقيمه الاحتلال من موقع لآخر، كما تنادى المسيرات المناهضة للجدار، والتي ترفض مكانه لأنه يتجاوز حدود عام 1967 التي قررتها الشرعية الدولية الجائرة، على اعتبار أن المشكلة هي في الحدود لا في الوجود!
لقد كان قادة الأمة في عهود الخلافة في مقدمة الجيوش التي تتحرك للتحرير، ولم نسمع في التاريخ عن قادة دول يتظاهرون ضد أعدائهم، لأن الزعماء الذين لا يملكون إلا التظاهر لا يستحقون أن يكونوا قادة.
إن القيادات الفلسطينية الرسمية تصرّ على مسيرة التضليل السياسي الذي تمارسه منذ نشأة منظمة التحرير الفلسطينية، التي ادّعت أنها تريد تحرير ما احتل عام 1948، من خلال الكفاح المسلح، ثم كشفت عن برنامجها الحقيقي القائم على الاعتراف بالاحتلال وقبول الاتفاقيات الأمنية معه مقابل دويلة في حدود عام 1967، وقبول التنسيق الأمني وحراسة أمن الاحتلال، وتنصلت من الكفاح المسلح الذي ادعته سابقا، بل أصبحت أجهزتها الأمنية تعتبره تهمة أمنية. ومن ثم فهي تدعو لما تسميه المقاومة السلمية، لأنها لا تسبب أدنى تهديد لأمن الاحتلال.
إن اللهث خلف الرأي العام الدولي هو سعي وراء السراب، وخصوصا أن المجتمع الدولي هو الذي شرعن الاحتلال على أرض فلسطين. أما إعادة "الاعتبار للنضال الفلسطيني" وتحقيق الجدوى الحقيقية للأعمال السياسية والوصول إلى إنجازات فعلية في التحرير، فلا تتم إلا عندما تتحرك جيوش المسلمين لاجتثاث الاحتلال وما يبنيه من جدر وقواعد وحصون.
20-2-2010