ما أن تمر فضيحة على السلطة الفلسطينية إلا وتأتي بفضيحة جديدة أنكى وأشد من التي سبقتها، فمن الفشل المدوي الذي مُنيت به السلطة ورجالاتها باختيارهم طريق "الحياة مفاوضات" مع يهود بدلاً من جعل "الحياة عقيدة وجهاد"، إلى تواطؤ السلطة مع أميركا والغرب في إحلال الثقافة الغربية، ثقافة الانحلال والفجور، محل ثقافة الجهاد والمقاومة، من خلال الترويج للنضال بالرقص أمام حواجز يهود، وإقامة المباريات الرياضية للفتيات إلى مسابقة ملكة جمال فلسطين والتي أفشلت على أيدي أهل فلسطين الغيارى على محارم الله، إلى تعديلقانون جرائم الشرف والذي يهدف إلى القبول بانتهاك المحارم والأعراض دونما دفاع عنها، وأخيرا وليس آخرا ما جرى في مدينة نابلس من استضافة فرق الرقص الأمريكية HAVIKORO إلى مقر مركز الفنون والتراث الفلسطيني لتدريب مجموعة من الشباب الفلسطينيين على الرقص الأمريكي وإقامة مهرجان لاستعراض هذا الرقص وبإشراف من القنصلية الأمريكية.
إنّ الاستعمار الفكري الذي تتعرض له فلسطين لا يقل خطراً عن الاحتلال العسكري والسياسي الذين ترزح تحتهما، وهو ما يخدم الاحتلال والغرب قاطبة لذا تسعى أميركا جاهدة من خلال السلطة التي نصبت رئيسها ورئيس وزرائها على رقاب المسلمين في فلسطين ومن خلال المراكز الثقافية التي تدعمها بالأموال والمنح والبعثات إلى حرف المسلمين عن دينهم وترويضهم للقبول بقيمها الغربية النتنة لعلها تستطيع ترويض أبناء المسلمين من أهل فلسطين وثنيهم عن مقاومة كيان يهود، بل وجعلهم حماة لهذا الكيان كما جعلوا السلطة وأجهزتها من قبل.
ولا أدل على ذلك مما صرح به ناصر دعيبس المستشار الإعلامي بالقنصلية الأمريكية تعليقاً على الحدث "إنّ الهدف الرئيس للفرقة هو دعم المجتمع الفلسطيني من خلال تبادل الأعمال المشتركة بين الشعبين الأمريكي والفلسطيني بالإضافة إلى تعلم أصول الرقص في الهيب هوب وسبل التطوير لهذا النوع من الرقص"، وما قاله مدير مركز الفنون والتراث الفلسطيني متفاخراً "نحن أول فرقه فلسطينية في الأراضي الفلسطينية متخصصة بمثل هذا الرقص"!!. وما يقوم به القنصل الأمريكي الذي يجوب الضفة طولاً وعرضاً ويلتقي المسئولين في المؤسسات المختلفة ومنها المؤسسات الإعلامية بل ويجتمع مع قادة الأجهزة الأمنية بنفسه.
إنّ من يحترم أميركا وثقافتها الفاسدة ويرفع علمها وشعاراتها بعد أن كانت تُحرق وتُداس بنعال أهل فلسطين، لا يستحق إلا غضب الله ورسوله، وحريٌ بأهل فلسطين أن ينبذوا السلطة ومن ورائها أميركا ورجالات قنصليتها العاملين لإفساد أبنائنا وبناتنا، وأن يقاطعوا هذه المراكز المدعومة من أميركا لخدمة أجندتها المستعمرة، وأن يبرؤوا إلى الله من السلطة وفعالها.
إنّ أميركا التي تتجرع كؤوس الهزائم المتلاحقة على أيدي المسلمين في أفغانستان والعراق لأوهن بحضارتها المتهاوية من أن تثني أهل فلسطين عن إسلامهم وعن قيمهم وهم يرون أنياب أمريكا تُغرس في أجساد أخوتهم المسلمين في كل مكان، بل وتمد كيان يهود بأسباب الحياة والبطش والوحشية.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
19-2-2010