ثمن البرلمان العربي، مخرجات الاجتماع الثلاثي بين مصر والأردن وفلسطين الذي استضافته القاهرة يوم الأحد، وحضره كل من وزراء خارجية ورؤساء أجهزة مخابرات مصر والأردن ووزير الشؤون المدنية ورئيس جهاز المخابرات للسلطة الفلسطينية، لتنسيق المواقف والرؤى بشأن مقررات القمة الثلاثية التي عُقدت في القاهرة يوم 2 سبتمبر2021 بمشاركة عبد الله وعباس والسيسي.
وبحث الاجتماع الذي عقد في القاهرة يوم الإثنين آليات تثبيت التهدئة الشاملة في فلسطين، وإعادة الإعمار بقطاع غزة، وإيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام، وأفاد البيان الختامي للاجتماع أنه "جرى دراسة عدد من المقترحات المستهدفة كسر الجمود الذي تشهده عملية السلام في الوقت الراهن"، وجدد البيان التأكيد على أن السلام العادل والشامل يجب أن يقوم على "أساس حل الدولتين الذي يُجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة على حدود 4 يونيو 1967، ووفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية".
بينما تنشغل الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين بالاجتماع والتخطيط والبحث عن آلية لإقناع كيان يهود باستئناف عملية السلام مع السلطة الفلسطينية على أساس مشروع الدولتين، الذي يضمن له معظم الأرض المباركة، بينما هم منشغلون بذلك، ينشغل كيان يهود بتصعيد عمليات الهدم في الضفة والقدس ويرفع وتيرة التهجير ويمعن في التنكيل والاعتداء على الأسرى ويكثف الاقتحامات للمسجد الأقصى، وعلى الصعيد الإقليمي يقصف في الشام ويوسع ويهدد بضربات علنية للنظام الإيراني دون أن يعير أي اهتمام للحكام ومساعيهم وتحركاتهم للسلام على أساس مشروع الدولتين.
ورغم أن كيان يهود يدرك أن مساعي الحكام المطبعين معه لاستئناف عملية السلام هي مساعٍ لتصفية قضية فلسطين، بشكل يضمن ويحفظ أمنه ويعطيه معظم الأرض المباركة ويزيل التوتر من حوله في المنطقة، وأن آخر ما يهمهم أهل فلسطين ورفع الظلم عنهم بل هم بمساعيهم يريدون فوق حماية أمنه أن يرسخوا واقع السلطة الظالمة والمنسقة مع الاحتلال لتصبح أكثر قوة وهيمنة لتمارس على أهل فلسطين مزيداً من الإفساد والتخريب والقمع والتنكيل، رغم أنه يدرك ذلك إلا أنه يدير ظهره للحكام ومساعيهم وعينه ترنو لمزيد من الاستيطان والتوسع والسيطرة على كامل الأرض المباركة وقلبه مطمئن لخيانة الحكام المطبعين وخيانة سلطة التنسيق الأمني.
إن هذه الاجتماعات والدعوات للسلام مع كيان يهود في اللحظة التي يمارس فيها كل أنواع البطش والتنكيل بحق أهل فلسطين وفي اللحظة التي يوجه فيها الصفعة تلو الصفعة لأنظمة تستظل بظل البرلمان العربي الذي بارك اجتماع القاهرة، تظهر تلك الاجتماعات والدعوات حجم الخيانة التي تمارسها تلك الأنظمة بحق شعوبها وبحق قضية فلسطين، وأن الواجب على تلك الشعوب أن تغسل ذلك الذل والعار الذي أصابها على أيدي حكامها العملاء وأن تفشل مخططاتهم الخبيثة لتصفية قضية فلسطين وأن تتحرك بقواها وجيوشها لتسطر ما يليق بها من صفحات العز والسؤدد كما فعلت في حطين وعين جالوت فتنقذ أهل فلسطين وتطهر الأرض المباركة التي تئن من ظلم الغاصبين وعدوان المعتدين.
28-12-2021