التقى رئيس السلطة محمود عباس بوزير دفاع الاحتلال بيني غانتس في منزله في مغتصبة رأس العين، وبحسب حسين الشيخ الذي شارك في الاجتماع هو وماجد فرج، فإن "اللقاء قد تناول العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والانسانية"، واستمر لساعتين ونصف.
ونقلت وسائل إعلام أن الاجتماع تم في أجواء "ودية وحميمة وتبادل خلالها الجانبان الهدايا". فيما شدد مكتب غانتس أن الاجتماع أكد "على المصلحة المشتركة في تعزيز التنسيق الأمني والحفاظ على الاستقرار الأمني ومنع الإرهاب والعنف".
في الوقت الذي كان عباس في ضيافة غانتس، كانت قوات كيان يهود تداهم شمال الخليل والقدس ومخيم الدهيشة وعنبتا وحوسان، وتعتقل العشرات، وبالأمس اقتحمت قوات الاحتلال قبة الصخرة والمسجد المرواني، وعدوان المستوطنين بات خبراً روتينيا في بيتا وبرقة، وبالأمس فقط واصلت قوات الاحتلال بهمجيتها هدم المنازل في جبل المكبر بمدينة القدس، ولا زالت حالة الأسرى في غليان مستمر جراء قمع قوات الاحتلال.
على وقع هذا العدوان الغاشم، والذي لعشر معشاره تعلن الحروب، يأتي هذا اللقاء الجريمة، وتزداد بشاعته بحميمية اللقاء وتبادل الهدايا! وكأن ما يصيب أهل فلسطين يحدث في بلاد الواق واق! وكأن ما تنزل بهم من مصائب، والتي تنوء بحملها الجبال، لا تفسد للود قضية بين أزلام السلطة وكبراء يهود!
إن السلطة تصر بأفعالها الخيانية المخزية ألا تبقي بينها وبين أهل فلسطين حبل ود، وهي بأفعالها هذه تؤكد للمرة بعد الألف انحيازها التام لأعداء الأمة، وأنها تؤدي عملاً وظيفياً وجدت لأجله، وتتقاضى على ذلك فتات المال أو بعض التسهيلات الاقتصادية ليزداد القائمون والمتنفذون في هذه السلطة ثراء وتنتفخ حساباتهم البنكية، أما المقدسات والدماء والأعراض والأسرى فهؤلاء هم آخر ما يشغل تفكير أزلام السلطة!
إن غانتس لم يُخفِ الهدف الحقيقي من الاجتماع، فقادة كيان يهود لا يهمهم سوى تعزيز التنسيق الأمني والحفاظ على الاستقرار وملاحقة المقاومة وكل من "توسوس" له نفسه بإيذاء يهود، وكل ذلك تحت اسم منع الإرهاب والعنف، والذي لا تتقن السلطة سواه. وكل حديث عن أفق سياسي وحلول وهلم جرا فهو مجرد تبرير للخيانة، ومضغ للماء وجعجعات إعلامية، فمفتاح اللقاء كان كلمتين فقط تنسيق أمني وأموال!
وإزاء هذا الواقع المخزي لهذه السلطة، فإن الواجب على أهل فلسطين إعلاء الصوت وانكار ما تقترفه من جرائم سياسية واجتماعية واقتصادية، والوقوف في وجه سياساتها والتصدي لكل مشاريعها الخيانية.
29-12-2021