نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس (حكومية) عبد اللـه كنعان قوله إن «اللجنة قدمت مقترحا لرئيس اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم للإيعاز لمندوب الأردن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة –اليونيسكو- للعمل على تعيين بعثة دائمة تقيم في القدس الشرقية». وأضاف: إن «الهدف من وراء ذلك متابعة ومراقبة ما يجري في القدس الشرقية من اعتداءات إسرائيلية متكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وبخاصة الحفريات أسفل وحول المسجد الأقصى المبارك. »
*******
إن ما يجري في القدس خاصة وفي فلسطين عامة لا يحتاج إلى لجنة للمتابعة، ألا يكفي أن تكون القدس محتلة حتى تتحرك الدماء في العروق غضبا لله وغيرة على المقدسات؟؟، فلا قيمة للاقتراح المذكور ولا نرى فيه إلا اعتراف صارخ بشرعية الكيان اليهودي وأحقيته في اقتسام الأرض المقدسة مع المسلمين مما يعني التنازل عن بقية الأرض المباركة ليهود. وإن استعمال مصطلح القدس الشرقية إقرار بالتفريط بالأرض الخراجية التي لا يملك أحد من العالمين التنازل عنها.
وإن الحديث عن الأمم المتحدة ومؤسساتها لإحقاق الحق ورفع الظلم أو حماية المقدسات حديث عقيم وسفسطة كلامية لا مكان لها على أرض الواقع ولا تقنع حتى الأطفال في شوارع القدس أو غزة، فاليونيسكو التي يطالبها بإرسال بعثة قد أصدرت ما يزيد عن 65 قرارا منذ العام 1968 وحتى الآن، ""تشدد على ضرورة الحفاظ على المعالم الدينية والتاريخية والهوية الثقافية لمدينة القدس، ضربت بها إسرائيل عرض الحائط".
لقد كان الأولى بالأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس أن يطلب على الأقل الانسحاب من معاهدة وادي عربة وقطع العلاقات نهائيا مع هذا العدو الغاصب.
إن حماية المسجد الأقصى مهمة جليلة لن تتحقق إلا بتحرير فلسطين واقتلاع كيان يهود من جذوره، وإن التعويل على المؤسسات الدولية التي قسمت فلسطين وأقامت كيان يهود تضليل للمسلمين، وتقزيم لقضية عظيمة الشأن في قلوب وعقول المسلمين. وإن لفلسطين موعد مع رجال أخلصوا النية لله يصلون ليلهم بنهارهم لإقامة حكم الله في الأرض ومبايعة خليفة يرسل جيوشه لتحرر فلسطين وتعيد المسجد الأقصى لأحضان الأمة الإسلامية.
15-2-2010