تعليق صحفي
الدولة الفلسطينية مشروع أمريكي لحفظ كيان الاحتلال وضمان مستقبله
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن "دولة فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة هي "الحل الأفضل" لضمان مستقبل وأمن (إسرائيل)"، مشددا على أن "التزام الولايات المتحدة بأمن (إسرائيل) لا جدال فيه، ودعمنا لدولة يهودية مستقلة لا لبس فيه". وأضاف "لكن ما زلت أعتقد أن حل الدولتين هو أفضل طريق لضمان مستقبل (إسرائيل) كدولة ديمقراطية - يهودية تعيش في سلام إلى جانب دول فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة وقابلة للحياة". وتابع "ما زلنا بعيدين جدا عن ذلك الهدف في الوقت الحالي لكن يجب ألا نسمح لأنفسنا بالتخلي عن إمكانية إحراز تقدم". (وكالة معا)
لقد تحدث بايدن بصراحة شديدة لا تدع مجالا للشك أو التأويل فيما يتعلق برؤية الإدارة الأمريكية لحل الصراع في قضية فلسطين، وأكد على أن ما يروج له البعض على أنه مشروع سلام وحل للصراع وإنصاف للمظلومين إنما هو مخطط خبيث غايته حفظ الاحتلال وضمان مستقبله وتثبيته في فلسطين في خاصرة الأمة الإسلامية.
بل وشدد على أن التزام أمريكا بدعم كيان يهود وأن حرصها على أمن ومستقبل الاحتلال أمر لا جدال فيه وليس محل شك أو نقاش، ليعزز بذلك القناعة بأنّ كل ما تخطط له الإدارة الأمريكية أو تسعى لإنجازه فيما يتعلق بقضية فلسطين إنما هو لأجل كيان يهود ومصلحته، وليس كما يروج حكام العرب والسلطة الفلسطينية بأن المسألة مسألة وساطة وسعي لحل الصراع.
وهذا الأمر المحزن المبكي، أن يطالب أناس من جلدتنا يحسبون أنفسهم منا، يطالبون أمريكا بمشروع حماية الاحتلال وتثبيت أركانه، ومن ثم يصورونه على أنه إنجاز وتحرير!
وأما المفرح المبشر فهو إدراك الإدارة الأمريكية أن حلمهم ما زال بعيد المنال، بل بعيداً جدا، وهذا بفضل جهود المخلصين والشرفاء من أهل فلسطين والعالم الإسلامي الذين يأبون التفريط والخيانة، وشكلوا على مر العقود الماضية صخرة تحطمت عليها كثير من طموحات وأحلام الاستعمار في فلسطين.
﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾