تعليق صحفي
ما كان للاحتلال أن يعيد القبض على الأسرى لو وجدوا مكانا يلجؤون إليه أو قوة يحتمون بها
اعتقلت قوات الاحتلال، فجر السبت، الأسيرين زكريا الزبيدي ومحمد عارضة قرب بلدة الشبلي - أم الغنم في مرج ابن عامر،وفي وقت سابق من الجمعة، ألقت قوات الاحتلال القبض على اثنين من الأسرى الستة من سجن "الجلبوع" في أطراف مدينة الناصرة. وبذلك يكون قد وقع في قبضة الاحتلال أربعة من الستة الذين فروا من سجن جلبوع.
يا له من واقع أليم تنفطر منه القلوب، ستة من الأسرى وبعد أن نجحوا بالفرار بشكل أذل كيان يهود وكسر هيبتهم وعنفوانهم الأمني، ورغم مرور أكثر من خمسة أيام، يكفي منها ساعات للوصول إلى أقرب نقطة للحدود مع الأردن أو سوريا أو لبنان أو حتى مناطق السلطة الفلسطينية، إلا أنهم لم يلجؤوا إليها لأنهم يعلمون مكر الحكام وعمالتهم، فلو كان الأسرى يدركون أنهم سيجدون معونة أو استقبالا أو حتى غض البصر عنهم في دول الجوار حيث الأهل والأخوة، لما بقوا أياما في الأحراش وبين الجبال والمروج يصارعون الحياة وآلاف العناصر الأمنية التي تلاحقهم ليل نهار.
ولو كان للمسلمين إمام يفيئون إليه إذا ما احتاجوا، ودولة يلجؤون إليها لنصرتهم وحمايتهم، لما أصاب الأسرى ما أصاب، ولما بقيت أصلا فلسطين وأهلها أسرى في يد كيان يهود المجرم إلى اليوم، فما أحوج الأمة إلى دولة وخليفة يكون لهم جنة ووقاية وحماية، بعد أن فقد المسلمونفي ظل الأنظمة العميلة الحاليةالشعور بأن تلك مسؤولية الحاكم لما يرونه من الحكام الحاليين من الخذلان والتآمر والكيد بهم، حتى أصبحت أقصى أماني الناس أن يكف الحكام شرورهم عنهم.
كان الله في عون الأسرى وحماهم من أيدي الظالمين وعجل اللهم للمسلمين وللأسرى ولفلسطين بخليفة ودولة تحرك الجيوش لتدك عرش يهود وتحرر فلسطين وأهلها من دنس الاحتلال وبراثنه.
11/9/2021