تعليق صحفي
التمويل الأجنبي جاسوسية وعمالة في قوانين الغرب
الذي يمول جواسيسه وعملاءه في بلادنا دون رقيب أو حسيب!
انتشرت انتقادات واسعة لقرار وزارة العدل الروسية إدراج قناة دوجد التلفزيونية المستقلة في قائمة "العملاء الأجانب"، فيما دافع الكرملين عن القرار.
وبعد ثلاثة أيام على إضافة قناة "دوجد" (المطر) إلى قائمة العملاء الأجانب، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن وزارة العدل لم تنسّق مع الكرملين، لكنه دافع عن إدراج قناة دوجد في قائمة العملاء الأجانب، وأكد أن "وزارة العدل في هذه الحالة تؤدي مهماتها"، وزاد: "كل شيء واضح تماما هنا، لا يمكن لوزارة العدل استثناء وسيلة إعلامية من تنفيذ القانون الذي يجب أن يطبق على جميع وسائل الإعلام".
وفي محاولة للتخفيف من وقع القرار الذي طال عشرات وسائل الإعلام
في السنة الأخيرة، قال بيسكوف إن "تنفيذ أحكام هذا القانون (العملاء الأجانب) لا يؤدي إلى إغلاق وسائل الإعلام، وإنما يفرض ببساطة التزامات إضافية عليها".
وتعليقاً على الانتقادات للقرار، نظرا لأن قناة دوجد لا تنكر حصولها على أموال من الاتحاد الأوروبي بمقتضى عقود نظامية لتمويل بعض البرامج، ليس من ضمنها برامج سياسية، قال بيسكوف: "لا يهم ما هي البرامج المحددة الممولة من الخارج، ولا يمكن تقسيم بثّ القناة التلفزيونية إلى سياسي وغير سياسي. من المستحيل القيام بذلك، ولا يوجد مثل هذا التقسيم في القانون". (العربي الجديد)
تدرك الدول المستقلة خطورة التمويل الخارجي على بنية الدولة وتعتبر ذلك تدخلا سافرا في الدولة يسعى لزعزعة كيانها السياسي وسلبها إرادتها واستقلال قرارها، فليس أقل من توصيف من يتلقى التمويل بأنه عميل أجنبي كما تقرر قوانين الدولة الروسية وكذلك الولايات المتحدة عبر قانون تسجيل الوكلاء الأجانب في الولايات المتحدة، أو(FARA)، القائم منذ عام 1938!!
فالدول الحقيقية لا تضلل شعوبها ولا تقف مكتوفة الأيدي أمام تدخل الغرباء في منظومتها الإعلامية أو السياسية أو الاجتماعية وتقف بصرامة وحزم أمام أي تدخل عبر التمويل لأي نشاط، فقد أجبرت أمريكا قناة الدعاية الروسية "آر تي" في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٧ على تسجيل ذراعها الأمريكية، "تي آند آر برودكشن"، بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب(FARA)، والوكيل الأجنبي هي تسمية أقرب إلى جاسوس.
وعلى الجانب الآخر فإن تدخلات الغرب وعلى رأسه أمريكا في بلادنا الإسلامية لا تستدعي من الأنظمة العميلة للغرب أية إجراءات! ولا توصم بالعمالة أو الجاسوسية، فبلادنا مستباحة بالتدخلات الغربية في كل صغيرة وكبيرة لتطال الإعلام والبرامج الموجهة لتكريس الثقافة الغربية وسلخ الناس عن معتقداتهم وثوابتهم وتشكيكهم في دينهم، ويتدخل التمويل الغربي البغيض في المناهج التدريسية والنشاطات اللامنهجية لإنشاء جيل مسخ منسلخ عن ثقافة الأمة يرى في الغرب وقيمه المادية الوحشية مثالا ونموذجا يحتذى!
ويتسرب التمويل الأجنبي إلى الكوادر الأكاديمية والبحثية والمهنية والصناعية والتجارية لصناعة منظومة تكرس التبعية الفكرية والثقافية والاقتصادية للمستعمر الغربي الذي يرسم السياسات ويضع الخطط لضمان استمرار حكمه وتسلطه على الأمة الإسلامية، ويحدث ذلك كله دون رقيب أو حسيب بل بدعم وتأييد من الأنظمة العميلة للغرب في بلادنا.
ويتغلغل التمويل الغربي القذر ليطال السياسة والسياسيين والأحزاب لصناعة طبقة عميلة للغرب تنفذ خططه لحماية مصالحه في بلادنا وتكريس شَرذمة الأمة ومنع وحدتها في دولة الخلافة على منهاج النبوة.
إن هذا التدخل السافر في شؤون الأمة الإسلامية والمصنف بالعمالة والجاسوسية في أعراف الدول وقوانينها لا يوقفه إلا دولة حقيقية مستندة إلى ثقافة الأمة وسلطانها الحقيقي، وهذه الدولة المستقلة بقرارها وسيادتها لا يمكن أن تكون إلا دولة الخلافة على منهاج النبوة التي تقتلع بشكل نهائي كل نفوذ المستعمرين في بلادنا وتقطع كل يد تمتد محاولة التدخل في شؤون الأمة، وتحاكم كل عميل خائن للأمة تمتد يده للتمويل الغربي الفاسد والقذر.
إن التخلص من العمالة للغرب وجواسيسه ومنفذي برامجه السياسية والإعلامية والاقتصادية والثقافية لا يكون إلا باقتلاع الحكام الخونة الذين مكنوا له ذلك التغلغل في بلادنا، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتستعيد الأمة سيادتها وسلطانها المسلوب.
آن لأهل القوة وقادة الجند المخلصين أن ينحازوا لأمتهم فيقتلعوا الحكام الخونة وينهوا عصر الجواسيس ويكنسوا وكلاء الاستعمار من بلادنا ويقيموا الخلافة على منهاج النبوة، فذلك واجبهم أمام الله ثم أمام أمتهم التي ذاقت الأمرين في ظل تغلغل الجواسيس في بلادنا.