تعليق صحفي
تعثر أمريكا في تنفيذ مخططاتها الخبيثة يتيح الفرصة أمام المخلصين في الأمة الإسلامية
لأخذ زمام المبادرة وتحرير الأرض المباركة
بحث الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء يهود نفتالي بينيت -في أول اجتماع بينهما- في البيت الأبيض الجمعة عن أرضية مشتركة بشأن إيران، في الوقت الذي يسعى فيه بايدن للتعامل مع تداعيات استهداف مطار كابلومقتل 13 جندياً أميركياً.
وقال الرئيس الأميركي إنّ علاقة بلاده مع كيان يهود في أفضل أحوالها، وكان هذا هو الاجتماع الأول منذ تولي الرجلين منصبيهما هذا العام، وقال بايدن إنه ناقش مع بينيت "التهديد الذي تشكله إيران والتزامنا بضمان عدم تطوير إيران سلاحاً نووياً أبداً"، وأضاف "نحن نضع الدبلوماسية أولاً، وسنرى إلى أين تقودنا لكن إن أخفقت الدبلوماسية فنحن مستعدون للجوء لخيارات أخرى"، من دون أن يتطرق لتفاصيل محددة عن تلك الخيارات.
بات من الواضح تعثر المخططات الأمريكية في بلاد المسلمين، ومنها مخططاتها لتصفية قضية فلسطين، وظهر ذلك في عهد ترامب المتعجرف والذي غادر وهو يجر صفقته المشؤومة وفشله الذريع في تصفية القضية، وها هو المشهد يتكرر في عهد إدارة بايدن الذي طغى فشله في إدارة ملف أفغانستان والخروج من تحت ركام كابول على لقائه مع رئيس وزراء كيان يهود نفتالي بينيت مع غياب لافت للطروحات السياسية، سوى التأكيد على ضرورة استئناف مفاوضات السلام بين السلطة وكيان يهود.
وقد كان بينت صرح لصحيفة "نيويورك تايمز" قبل اللقاء بيومين عن معارضته لإقامة دولة فلسطينية أو التفاوض مع السلطة الفلسطينية والمضي في المشروع الاستيطاني بالضفة الغربية بشكل يتجاوزفيه تصريحات بايدن المكررة عن مشروع الدولتين ويظهرها ضعيفة!
إن هذا اللقاء وبشكله المغطى بالهموم والانشغال لهو علامة على العجز الأمريكي في حل القضايا الكبرى وانشغال أمريكا في همومها الداخلية والخارجية، حتى باتت أجندتها مليئة بالهموم والمشاكل واقتصار سياستها الحالية تجاه قضية فلسطين على إدارة الملف والاهتمام بالتنسيق مع كيان يهود لضبط تصرفاتهم في فلسطين والمنطقة وضد إيران بشكل لا يضر بالمصالح الأمريكية أو يستفز المسلمين.
إن ما يحدث في العالم يظهر لأمة الإسلام أن أمريكا باتت تتعثر في سياساتها ومخططاتها، ومنها المتعلق بقضية فلسطين وأن قضايا المسلمين أكبر من أمريكا وقوتها وسياستها، وأن الواجب على الأمة وهي ترى هذا الضعف والتراجع الأمريكي أن تستلم زمام المبادرة وتتخلص من الحكام الخونة وتحرك جيوشها لاقتلاع كيان يهود من جذوره، وتكسر شوكة أمريكا إلى الأبد فهذه فرصة تاريخية لذلك.
28/8/2021