تعليق صحفي
النظام المصري لم يكن يوماً مهتماً بقضية فلسطين إلا بما يخدم يهود والركون إليه استمرار للمعاناة ومعارضة لإرادة الأمة
قالت مصادر أمنية مصرية إن مصر ستغلق معبر رفح على حدودها مع قطاع غزة يوم الاثنين وحتى إشعار آخر. وذكرت حركة حماس الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة أن مصر أبلغتها بقرار إغلاق المعبر في الاتجاهين دون أن تقدم أي تفاصيل.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين أن الإغلاق تم لأسباب أمنية في أعقاب التصعيد الذي جرى يوم السبت بين كيان يهود وحماس، حيث قصفت طائرات يهود مواقع في غزة بعد تبادل لإطلاق النار عبر الحدود بين غزة وكيان يهود في وقت سابق من ذلك اليوم.
ورفح هو المعبر الوحيد بين مصر وغزة، حيث يفرض حصار تقوده دولة يهود قيودا صارمة على حركة البضائع والأفراد على مدى سنوات.
وكانت مصر فتحت المعبر إلى أجل غير مسمى في شباط/فبراير، فيما وصف بأنها محاولة لتشجيع المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية المجتمعة آنذاك في القاهرة. (روسيا اليوم، بتصرف)
منذ زرع كيان يهود كالسرطان ينهش في جسد الأمة، أُصيبت الأمة في قلبها، وفُتح جرح نازف في صدرها لم يندمل، ولم تكن الأنظمة العربية بريئة وبعيدة عن تلك الجريمة، وفي مقدمتها النظام المصري، فإن تخاذلهم وتواطؤهم مكن يهود من الأرض المباركة، ولا زال أهلها ومسجدها الأقصى يئنون من الألم، ويعانون من الاضطهاد والتهويد، وفي غزة حروب متتالية مزقت الأشلاء، وحصار خانق أنهك الأنفاس بهدف التركيع والإخضاع.
ليس غريباً أن يأتي كل هذا الظلم والعدوان من عدو لا يرقب فينا إلا ولا ذمة، إنما الغريب أن يتولى كبر هذا العدوان من يسمون الأشقاء، وعلى رأسهم النظام المصري الذي يزعم صباح مساء أنه مهتم بقضية فلسطين، ويبذل كل جهد لحلها وإعادة الحق لأهله، بينما المشاهد المحسوس أن مصر كانت منصة الإعلان عن الحرب على غزة أكثر من مرة، كما أنها تشارك في الحصار بإغلاق معبر رفح البري في وجه أهل قطاع غزة وهو المتنفس الوحيد لهم، ناهيك عن حالة الإذلال والابتزاز التي يمارسها بعض الضباط والجنود بحق الناس المسافرين من وإلى قطاع غزة، والاكتفاء بلعب دور الوسيط بين يهود وأهل فلسطين، وهو في تلك الوساطات أقرب إلى مطالب ومصالح يهود، وهو ما يظهر بوضوح في رسائل التهديد والوعيد التي يحملها ضباط المخابرات المصرية إلى قطاع غزة بين الفينة والأخرى، وما هذا الإغلاق الأخير للمعبر إلا شاهد من الشواهد التي تثبت أن النظام المصري ليس حريصا على حل قضية فلسطين بتحريرها، وإنهاء معاناة أهلها بالقضاء على كيان يهود، وعلى الفصائل أن تدرك هذه الحقيقة، وعليها أن تدرك أن الركون إلى هذه الأنظمة إنما يطيل من عمر القضية ومعاناة أهل فلسطين من جهة، ويعارض إرادة الأمة وسعيها للتخلص من تلك الأنظمة والتحرر منها من جهة أخرى.
وهو إدراك يحتم على تلك الفصائل أن تقطع العلاقة مع تلك الأنظمة، وتكشف تواطؤها وتآمرها على قضية فلسطين، والمساهمة في رفع مستوى وعي الأمة، والدفع باتجاه تجميع قوى الأمة للتخلص من تلك الأنظمة وفتح الباب واسعاً أمام الأمة وجيوشها للتحرك نحو فلسطين في ظل دولة توحدهم وقيادة تعبر عن إرادتهم، هذا هو العلاج وما سوى ذلك مضيعة للوقت، وسذاجة سياسية ومشاركة في المؤامرة على الأرض المباركة.