تعليق صحفي
موقف الجزائر من انضمام كيان يهود للاتحاد الأفريقي هزيل ومتآمر
أعلنت الجزائر، الأحد، أن قبول (إسرائيل) كعضو مراقب بالاتحاد الأفريقي "لن يؤثر" على مواقف المنظمة القارية من القضيةالفلسطينية، وقالت الخارجية الجزائرية، في بيان، إن القرار "ليس من شأنه أن يؤثر على الدعم الثابت والفعال للمنظمة القارية تجاه القضية الفلسطينية العادلة" وأضافت: "وكذا التزامها بتجسيد الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". وأوضحت أن "نظم عمل الاتحادالأفريقي لا تمنح أية إمكانية للدول المراقبة السبعة والثمانين من خارج أفريقيا للتأثير على مواقف المنظمة، التي يعد تحديدها اختصاصاً حصرياً للدول الأعضاء". (وكالةمعا 2021/07/25)
شكل إعلان الاتحاد الأفريقي قبول كيان يهود عضواً مراقباً في الاتحاد موقفا محرجا بالنسبة للنظام الجزائري العضو المهم في الاتحاد الأفريقي والذي يبيع الشعارات لشعبه ويدعي مساندته لقضية فلسطين، فجاء هذا الرد الضعيف من دولة تعتبر من أقوى الدول في القارة السمراء في محاولة للتغطية على إعطاء كيان يهود صفة مراقب في الاتحاد والتقليل من خيانة الموقف بإظهار أن هذا الانضمام لن يؤثر على مواقف المنظمة التي تحددها الدول الأعضاء وهي دول القارة الأفريقية فقط، وذلك في محاولة لذر الرماد في عيون الشعب الجزائري الذي يعشق فلسطين ويتشوق لتحريرها ويرفض التطبيع ويرفض البقاء في اتحاد يضم كيان يهود ويعترف به.
إن قبول الجزائر بإدخال كيان يهود في الاتحاد وعدم قيامها بتحركات جادة لمنع ذلك والاكتفاء بهذا الرد دون تعليق للعضوية أو انسحاب من الاتحاد في أقل تقدير يعتبر بمثابة عمل يمهد الطريق أمام كيان يهود للتطبيع مع الجزائر وموريتانيا وتونس وغيرها على خطا المغرب والسودان.
إن النظام الجزائري وغيره من الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين في أفريقيا لم تكن يوما تعارض التطبيع مع كيان يهود أو انضمامه للهيئات والمنظمات السياسية ولم تشكك يوماً في شرعيته وأحقيته في الوجود وإنما كانت تريد أن يكون ذلك بعد تصفية قضية فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية وفق مشروع الدولتين ولكنها انحدرت إلى مستويات أعمق من الذل والهوان، فحتى ذلك الشرط الذليل والمهين تخلت عنه وأصبحت تطبع وتقبل بدمج كيان يهود في الهيئات والمنظمات السياسية دون أن يقدم أي تنازل، وهذا يوجب على الشعوب وأصحاب القوة فيها الوعي على حقيقة تلك الأنظمة وعدم الانخداع بفقاعاتها الإعلامية وأن يعملوا لاستعادة القرار والإرادة السياسية بإسقاط الأنظمة العميلة وإقامة دولة الإسلام التي تعلم كيف تتعامل مع المنظمات والهيئات السياسية وتحرك الجيوش لتحرير فلسطين أولى قضايا المسلمين الكبرى.