تعليق صحفي

مبادرة عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام

تكريس للهيمنة الاستعمارية وإصرار على تصفية قضية فلسطين

 

انطلقت، مساء الثلاثاء، أعمال مجلس الأمن الدولي لبحث الحالة في الشرق الأوسط من بينها القضية الفلسطينية، وسيناقش المجلس مبادرة  الرئيس  محمود  عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وإعادة تفعيل اللجنة الرباعية للسلام، في ضوء الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، بحسب الوكالة الفلسطينية الرسمية.

وجدد وزير الخارجية والمغتربين، رياض المالكي، الدعوة لعقد مؤتمر دولي  للسلام يمكن أن يشكل نقطة تحول في  الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي)، كما فعل مؤتمر مدريد قبل ثلاثة عقود، وإطلاق مفاوضات الوضع النهائي على أساس المرجعيات والمعايير الدولية. ودعا المالكي في كلمة فلسطين أمام مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الثلاثاء، إلى إحياء اللجنة الرباعية وتعاونها مع الشركاء والأطراف، كذلك إلى استمرار الحراك في مجلس الأمن. وأكد أن دعوة فلسطين للمشاركة المتعددة الأطراف ليست محاولة للتهرب من المفاوضات الثنائية، بل هي محاولة لضمان نجاحها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وقال المالكي إن مسؤوليتنا الجماعية تتطلب إنقاذ حل الدولتين على حدود ما قبل الـ 1967، قبل فوات الأوان، مشددا على أن الوضع الراهن على الأرض وانعدام الثقة والإجراءات الأحادية غير القانونية التي ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال، هي الأسباب المعيقة في تحقيق السلام، إلا أنها يجب أن تكون حافزاً للمجتمع الدولي في التدخل في عملية سلمية ذات جدوى.

يدرك الجميع حقيقة  سلطة  أوسلو منذ نشأتها، وأنها كانت مرتبطة بإرادة الكفار المستعمرين، وكل ما عقد من مؤتمرات، واجتماعات لتلك القوى الدولية وما صدر عنها من قرارات، أو عن المؤسسات المرتبطة بها كالأمم المتحدة ومجلس أمنها ليست إلا قرارات لتكريس الهيمنة الاستعمارية على الأرض المباركة، وتأمين مصالح يهود فيها وتثبيتاً لكيانهم المسخ، وبالرغم من تعدد الأطراف، وتشابك الإرادات تجاه القضية، إلا أنه منذ تولي عباس لرئاسة السلطة تمكنت الولايات المتحدة من بسط سيطرتها عليها بشكل واضح، والتحكم بهيكليتها وبنيتها السياسية والأمنية، وتم ضبط كافة تحركاتها بما يخدم التوجه الأمريكي في تصفية قضية فلسطين، والمتمثل بحل الدولتين.

سياسياً تم إقصاء كافة الشخصيات التي لا تروق للإدارة الأمريكية، ويمكن أن تعيق مصالحها، ومن بقي منها إلى اليوم فليس له أي تأثير يذكر، أما أمنياً فقد استطاعت أمريكا عبر الجنرال دايتون، ومن تبعه من الجنرالات الأمريكيين من وضع يدها على مفاصل الأجهزة الأمنية، والتحكم بها كما تشاء، فقد تمكنت من تشكيل العقلية الإدارية التي تحكم تلك الأجهزة، عبر تأمين ارتباطها بها مباشرة، وصياغة العقيدة العسكرية لمنتسبيها بما يحقق التناغم والانسجام مع كيان يهود، وبما يحفظ أمنه واستقراره، حتى بات التنسيق الأمني مقدساً لدى السلطة، وبالرغم من محاولات رئيس السلطة إظهار تفلته من القبضة الأمريكية، خاصة في فترة حكم الرئيس ترامب، إلا أنها لا تعدو محاولات لذر الرماد في العيون، وفي سياق التضليل والخداع تأتي هذه الدعوة من عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام لبحث قضية فلسطين، والتي في حقيقتها تكريس للهيمنة الاستعمارية، وإصرار على تصفية قضية فلسطين.

لذلك يجب أن يُعلم أن وجود تلك السلطة هو أكبر عقبة أمام تحرير فلسطين، مثلها مثل تلك الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، والتي تعيق تحرك جيوش المسلمين لخوض معركة التحرير، وتخليص الأرض المباركة من شرور يهود، فعلى أهل فلسطين أن يرفعوا صوتهم عالياً بالمطالبة برفع يد السلطة عن فلسطين وقضيتها، وعلى الأمة أن تتحرك جدياً لإسقاط الأنظمة الحاكمة في بلادنا، وإقامة دولة الخلافة التي تستنفر جيوشها للتحرك لتحرير فلسطين، وقطع دابر كل مستعمر من بلادنا.