تعليق صحفي
منظمة التعاون الإسلامي ترسخ المرجعية الاستعمارية لحل قضية فلسطين والسلطة ترحب!
رحب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بتأييد وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في حريته واستقلاله ودولته وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد البيان الختامي الصادر عن مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، الذي أنهى اجتماعاته في نيامي عاصمة النيجر، تضامنه الكامل مع "نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال (الإسرائيلي)".
وتبنى البيان الختامي الفقرات التالية الخاصة بالقضية الفلسطينية:
"نجدد دعمنا الثابت للقضية الفلسطينية والقدس الشريف ولحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير والعودة إلى أرضه؛ ونعرب في هذا السياق عن دعمنا لمبادرة السلام العربية ولإيجاد حل عادل ومنسق لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، ووفقا لمبادئ القانون الدولي".
ترسخ منظمة التعاون الإسلامي المرجعية الاستعمارية في حل قضية الأرض المباركة من خلال دعمها للمبادرة العربية القائمة على ما يسمى بالقرارات الدولية التي تعترف بكيان يهود وتقدم له جل الأرض المباركة على طبق من ذهب مقابل دويلة هزيلة على الورق وظيفتها حماية كيان يهود وشرعنة وجوده، ليعتبر الصراع بعد هذه التسوية الخيانية منتهياً حسب نصوص المبادرة الموغلة في الخيانة والتفريط.
ومنظمة التعاون الإسلامي التي ليس لها من اسمها أي نصيب، إلا في سياق الاجتماع والتعاون على تصفية قضية الأرض المباركة حسب مخططات الغرب المستعمر، تتقدم هذه المرة خطوة كبيرة في ترسيخ رؤية المستعمر الغربي في التعامل مع قضية الأرض المباركة، فالمستعمر الغربي يرى أن كل حل يجب أن يقوم على تثبيت كيان يهود من زاوية، وإيجاد حلول "إنسانية" لما ترتب على الاحتلال من زاوية أخرى، فحديث منظمة التعاون في بيانها عن إيجاد "حل عادل ومنسق لمشكلة اللاجئين" يأتي في سياق الرؤية الاستعمارية للحل التي تثبت كيان يهود من جهة وتجعل من تبعات الاحتلال مشاكل إنسانية تتطلب حلاً من جهة أخرى، فلا تحرير للأرض ولا استعادة للحق ولا عودة لأهل فلسطين لديارهم يخطر على بال المجتمعين أو يذكرونه في بيانهم الذي كتب بحبر الاستعمار وقلمه... ليرحب به وزير خارجية السلطة!
فالسلطة لا ترى إلا المرجعيات الدولية أساساً في حل قضية الأرض المباركة، وهي بذلك لا تخرج عن تلك الجوقة التي صنعها الاستعمار لترسخ رؤيته في الحل الذي يضمن وجود كيان يهود قاعدة متقدمة للغرب في بلادنا تحاول منع وحدته وتجعله في عدم استقرار دائم خوفا من عودة الأمة في دولة الخلافة على منهاج النبوة.
آن لأهل القوة وقادة الجند المخلصين في الأمة الإسلامية أن يطيحوا بهذه التكتلات الجوفاء التي ترسخ وجود المستعمرين وخططهم، وأن يقيموا دولة الخلافة على منهاج النبوة، لتفعّل الحل الشرعي لقضية الأرض المباركة تحريرا لأولى القبلتين ومسرى النبي عليه الصلاة والسلام في معركة كحطين وعين جالوت، تتعاون فيها شعوب الأمة الإسلامية ليس لقوة كيان يهود بل لتنال شرف تحرير الأرض المباركة في يوم مشهود من أيام الخلافة على منهاج النبوة.