تعليق صحفي
يا حكام البحرين...إن صدقتم فأرونا أفعالكم ولا تزعجوننا بضجيج كلماتكم الكاذبة
نقلت وكالة الأنباء البحرينية عن الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة تأكيده أن موقف المنامة الراسخ والثابت يقضي بدعم القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، للوصول إلى السلام العادل والشامل، وفقا لحل الدولتين، وطبقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية.
أمام مئات بل ملايين التصريحات المشابهة والتي لم تصدقها تجربة عملية واحدة، وعلى مدار عشرات السنين من عمر قضية فلسطين، صار معروفا لكل أبناء الأمة، وخاصة أهل فلسطين كذب تلك التصريحات وزيفها.
وبالوقوف قليلا عند تلك التصريحات ندرك أنها تتماهى مع خطط الكفار المستعمرين في تصفية قضية فلسطين والقضاء عليها، وذلك عبر تسويق حلول الاستسلام مثل حل الدولتين، أو الاستناد إلى القرارات الدولية ومبادرة الخيانة العربية كمرجعية لأي حل، والتي تعطي الحق لكيان يهود في الحياة والوجود على 80% من أرض فلسطين.
وربما كانت تلك التصريحات تحمل صورة من صور التشفير بذكر الشيء وإرادة ضده ونقيضه، وبذلك يمكن فهم حقيقة هذا الدعم المزعوم، وعند استبدال كيان يهود بفلسطين في مفردات تلك التصريحات، يظهر المعنى المراد واضحا ومنطبقا تمام الانطباق على سلوك تلك الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين، فغاية تلك الأنظمة تحقيق السلام العادل والشامل ليهود، وقد أكد ملك البحرين ذلك بشكل واضح في وصفه لاتفاقية التطبيع الخيانية التي وقعها مع كيان يهود الشهر الماضي بأنها "خطوة تاريخية لما لها من أثر في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ".
ومن جهة أخرى إن كان هناك أي شكل من أشكال الدعم المقدمة من تلك الأنظمة فإنها لا ترقى لمستوى القضية وأهميتها وعظمتها لدى الأمة، وإن ذلك الدعم المزعوم لا يعدو تمسحاً بفلسطين وسعياً من الأنظمة لتبييض صفحتها، وتسويق نفسها عند شعوب الأمة.
أما الدعم الحقيقي الذي تنتظره فلسطين وأهلها، فإنه يتجاوز كل الكلمات، ولا يقبل فيه بأقل من تحرك عسكري يزلزل كيان يهود ويؤزه أزاً، ويجتثه من فوق الأرض اجتثاثاً، حينها وحينئذ فقط تصدقون في دعمكم ونصرتكم، فأرونا أفعالكم ولا تزعجوننا بضجيج كلماتكم الكاذبة.
2020/10/11