تعليق صحفي
الأمم المتحدة تطلُ بوجهها الاستعماري القبيح
وتشرف على التطبيع بين كيان يهود وحكومة لبنان الذليلة!
كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الأربعاء، أن الامم المتحدة حسمت "شكل طاولة المفاوضات" بين الجانبين "الإسرائيلي" واللبناني برعاية أممية ووساطة أمريكية في مقر الأمم المتحدة في الناقورة الحدودية في 14 تشرين الأول/أكتوبر حول ترسيم الحدود البرية والبحرية المختلف عليها بين البلدين.
وقالت الصحيفة إن "طريقة التفاوض ستستمر وفق الطريقة المعتمدة منذ عام 2007 في اللقاءات الثلاثية الدورية بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل وإسرائيل في الناقورة، لجهة حضور الوفود المشاركة في قاعة واحدة على ألّا يوجّه أيّ من الوفدين اللبناني والإسرائيلي الكلام للوفد الآخر مباشرة".
إن هذا الدور للأمم المتحدة يسلط مزيداً من الضوء على الوجه الاستعماري القبيح لمنظمة الأمم المتحدة، وأنها أداة استعمارية في يد الدول الكبرى، وخاصة الدولة الأولى -الولايات المتحدة-، التي تستخدمها في تصفية قضايا المسلمين والتدخل في شؤونهم والهيمنة عليهم تحت مسميات سياسية وإنسانية وثقافية وحل نزاعات قائمة وغيرها من العناوين الخادعة، والحقيقة هي الاستعمار وخدمة الدول الاستعمارية ومصالحها وعلى رأسها أمن ووجود كيان يهود.
وهذه صفعة على وجه من لا زال يتشبث بالأمم المتحدة ومجلس أمنها وقراراتها ويعتبرها المنقذ والمخلص لقضية فلسطين! بل ويطالب باللجوء لها كردٍ على التطبيع الحاصل بين كيان يهود والأنظمة الخائنة في بلاد المسلمين! فهل في قاموس هؤلاء المفرطين معنىً لإشراف الأمم المتحدة على التطبيع بين حكومة لبنان الذليلة وكيان يهود أم أنه بعرفهم ترسيم حدود وليس تطبيعاً؟! وهل هذا الدور ينسجم مع المبادرة العربية التي جاءت "انطلاقاً من المسؤولية القومية وإيماناً بمبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة" كما جاء في إعلانها والتي تنص بشكل خاص على أن التطبيع يكون بعد تنفيذ مشروع حل الدولتين أم أن الدولة الفلسطينية قد قامت بحساباتهم؟!
على أهل فلسطين أن يدركوا أنه لا خلاص لقضيتهم عبر الأمم المتحدة ومجلس أمنها، وأن الأمم المتحدة بمؤسساتها مجرد أداة لخدمة أمريكا ومصالحها ومشاريعها، ومنها حفظ أمن ووجود كيان يهود، وأنها تتكيف حسب المشاريع الاستعمارية، وأنها كما تكيفت مع مشروع حل الدولتين فهي جاهزة للتكيف مع صفقة ترامب، وأن تعويل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير على الأمم المتحدة وتصويرها كأنها الملتجئ الوحيد والخيار الأوحد لحل قضية فلسطين هو إمعان في التضليل وهو مؤامرة بحد ذاته، فها هي الأمم المتحدة تصفعهم وتسفر عن وجهها الحقيقي! فهل يتوب هؤلاء ويكفون أذاهم وشرهم عن فلسطين وأهلها ويكفرون بالأمم المتحدة وقراراتها ومجالسها؟! أم يضعون رؤوسهم في التراب -كعادتهم- كأنهم عميٌ لا يبصرون؟! وعلى أهل فلسطين أن يعلنوا بكل وضوح أن السلطة وأزلامها ومنظمة التحرير ومؤسساتها لا تمثلهم، وأن يطالبوا الأمة الإسلامية وجيوشها بالتحرك لتحرير فلسطين كاملة من رجس يهود، فهذا هو الحل الوحيد والشرعي والعملي، أما التسول السياسي لبعض الفتات والأرض فهو تفريط وتضييع ومهانة.
7-10-2020