تعليق صحفي
قرار الضم وحل الدولتين وجهان لاحتلال واحد يجب اقتلاعه من جذوره
بيت لحم – معا - حذرت الأمم المتحدة، الأحد، من أن ضم كيان يهود لمناطق فلسطينية، سيؤدي إلى اندلاع الصراع وعدم الاستقرار في الضفة الغربية وقطاع غزة.
جاء ذلك في تقرير أعده المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، من المقرر تقديمه إلى اجتماع دولي يعقد الثلاثاء، عبر دائرة تلفزيونية.
ويشارك في الاجتماع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والنرويج والأمم المتحدة والبنك الدولي، ويهدف لتعزيز الحوار بين المانحين والسلطة الفلسطينية وكيان يهود.
وقال ميلادينوف في التقرير إنه "يجب على جميع الأطراف الحفاظ على احتمالات حل الدولتين، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية".
وأضاف أن "أي تحرك "إسرائيلي" لضم أجزاء من الضفة الغربية، أو أي انسحاب فلسطيني من الاتفاقات الثنائية سيغير الديناميكيات المحلية وسيؤدي على الأرجح إلى اندلاع الصراع وعدم الاستقرار في الضفة وغزة".
وردا على الخطوة أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في 19 أيار/مايو الجاري، أنه أصبح في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها بما فيها الأمنية.
إن قرار الضم لمناطق في الضفة الغربية لا يغير من واقع احتلال كيان يهود للأرض المباركة، فالاحتلال قائم على الأرض المباركة ولا تغيير جوهري على وجوده بقرار ضم أو بدونه، لكنه يُعدّ صفعة لكل المتمسكين بأوهام التسويات الاستعمارية لقضية الأرض المباركة لضمان أمن واستقرار كيان يهود ضمن تصور زائف في إطار حل الدولتين.
فحل الدولتين يقوم في جوهره على إعطاء جل الأرض المباركة لكيان يهود مقابل كيان مسخ هزيل على كانتونات ممزقة يسمى زوراً وبهتاناً دولة تكون وظيفتها حماية كيان يهود وإضفاء الشرعية الدولية عليه.
إن قرار الضم يصفع أحلام الواهمين بحل الدولتين على عظم هزالته وكبر خيانته، ويؤكد على الحقائق العقدية والتاريخية والسياسية التي تسكن عقول وقلوب المسلمين بأنه لا حل لقضية الأرض المباركة إلا بتحريرها واقتلاع هذا الكيان الغاصب من جذوره.
حل جسدته الأمة عبر تاريخها في معركة حطين حين كنست الصليبيين وأزالت وجودهم وكياناتهم المصطنعة من بلاد المسلمين، وتسعى لتجسيده مرة أخرى بتحرير الأرض المباركة واقتلاع كيان يهود.
إن رفض قرارات الضم من خلال المطالبة بالعودة للمفاوضات والدعوة لحل الدولتين الخياني لا يعني إلا الحرص على وجود كيان يهود وتثبيت أركانه من خلال اتفاقيات دولية تشرعن وجوده وتعطيه صك ملكية من أهلها على معظم الأرض المباركة.
إن المطالبة بحل الدولتين أخطر من قرارات الضم البائسة، وإن أي حل لقضية الأرض المباركة خارج الحل الشرعي المنبثق من عقيدة الأمة هو خيانة وتضليل وتثبيت لأركان كيان يهود.
آن للأمة الإسلامية تفعيل الحل الشرعي لقضية الأرض المباركة، آن للمخلصين في جيوش الأمة أن يتحركوا كما تحرك البطل صلاح الدين وجنده الأبطال لتحرير الأرض المباركة ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام وأولى القبلتين، آن لهم أن ينالوا ذلك العز وأن يقتلعوا كل الأنظمة العميلة للغرب التي حرست كيان يهود كل هذه الفترة ويقيموا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تفعّل الحكم بما أنزل الله والحلول الشرعية لقضايا الأمة... فيكون تحرير القدس والأرض المباركة باكورة أعمال دولة الخلافة الراشدة معلنة بذلك عودة الأمة الإسلامية لمجدها وعزها واستعادة سلطانها.