تعليق صحفي

السلطة تضيف إلى سوء الرعاية البطش والعنجهية في التعامل مع الناس!

اعتقلت عناصر من أجهزة السلطة الأمنية يوم الأحد عدداً من المواطنين بعد الاعتداء عليهم بالضرب، خلال إزالة البسطات في أسواق مدينة الخليل، وأفادت مصادر محلية بأن مناوشات اندلعت ما بين مواطنين في "باب الزاوية" وسط المدينة والأجهزة الأمنية خلال محاولة إزالة جميع البسطات.

وتخلّلت المناوشات سباب للدين واعتداءات بالضرب بالهراوات وإطلاق للنار في الهواء وإلقاء للقنابل الصوتية لتفريق الناس من قبل الأجهزة الأمنية وأشارت المصادر إلى أن عناصر الأمن اعتقلوا عدداً من المواطنين عقب الاعتداء عليهم بالضرب بعدما احتجّوا على إزالة بسطاتهم ورمي بضاعتهم على الأرض.(شبكة قدس الإخبارية)

تأتي هذه الأحداث في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تمر على أهل فلسطين بفعل سياسات الجباية التي مارستها عليهم السلطة على مر سنوات، فاستنزفت الناس وجعلت نسبة كبيرة منهم لا يكاد يُحَصّل قوت يومه، ومن ثم كانت حالة الطوارئ وسياسة الإغلاق التام الذي اختارته السلطة لمواجهة تفشي فايروس كورونا، ليزداد الوضع الاقتصادي صعوبة ويُحرم الكثير من الناس من قوت يومهم! وما زاد الأمر سوءاً أن السلطة فرضت الإغلاق التام مع نكوص السلطة عن دعم الناس بشكل حقيقي وفعال وتوفير حاجياتهم الأساسية التي فقدوها بسبب الإغلاق، وهكذا اختارت السلطة أن تترك الناس بين مطرقة الجوع وسنديان الديون دون أن يرف لها جفن، بل والأدهى من ذلك ودون خجل من الناس أو شعور بهم حاولت تمرير قرارات تمنح المزيد من الامتيازات والأموال لفئة كبار موظفي السلطة وذلك في اللحظة التي تتسول فيها من الشعب وتطلب منه الدعم بحجة الضائقة المالية!!

إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يعيشها الناس منذ زمن والتي لعبت فيها السلطة دورا أساسيا والتي اشتدت هذه الأيام، هي التي انتجت الباعة المتجولين و(البسطات) وغيرها من المظاهر العشوائية، ولو وجد هؤلاء فرص عمل توفر لهم حياة كريمة ما اختاروا الجلوس في الشارع وعلى الطرقات والأرصفة، ولو كانت السلطة معنية بحل هذه الظاهرة لوفرت لهم فرص عمل وأوجدت البديل لهم، لا أن تتصرف بالشكل الهمجي الذي يظهر في الفيديوهات وخاصة في هذه الفترة الصعبة على الناس الذين منعتهم من طلب رزقهم مدة تزيد عن الشهر والنصف، فضلا على أنّ الناس في شهر كريم ومقبلة على عيد ومزيد من الالتزامات!!

إن السلطة باتت تغطي كل تصرفاتها بحجة الحرص على الصحة والقانون، وهي بعيدة كل البعد عن ذلك فلا القانون الذي تتشدق به يجيز لها هذا الأسلوب الهمجي في التعامل مع الناس ولا الصحة التي تتذرع بها تتطلب هذه العربدة في التعامل مع الناس!!

إن السلطة بأفعالها تذكر أهل فلسطين بما فعله النظام التونسي والمغربي والسوري والمصري والسوداني في التضييق على الناس وخنقهم، وهي تمارس ذات السياسة وبذات العنجهية، ولكنها في الوقت ذاته تغفل وتتغافل عن أن أهل فلسطين صنو لتلك الشعوب التي لم تسكت وتحركت وما زالت لرفع الظلم عن نفسها، فعلى السلطة أن تدرك ذلك فتكف عن ظلمها وتعديها وسوء رعايتها قبل أن تقول ولات حين مندم.

4-5-2020