تعليق صحفي
لا خزعبلات "أم هارون" ولا أموال قارون قادرة على تغيير ثقافة الأمة وشوقها لتحرير فلسطين!
أثار مسلسل "أم هارون" الكويتي موجة من الانتقادات عبر مواقع التواصل في أول أيام عرضه، حيث اعتبره مغردون "تمهيدا للتطبيع مع (إسرائيل)" و"تشويهاً للحقائق التاريخية". (بي بي سي العربية)
ينشط إعلام الأنظمة العميلة للغرب في بلادنا أثناء شهر رمضان المبارك ليفتح على الأمة سيلا من التفاهات الثقافية والتدني في المحتوى والأساليب ومعاندة الذائقة السوية، ليشن حربا على ثقافة الأمة ومعتقداتها محاولا تزوير الحقائق الشرعية والتاريخية والسياسية، والتلاعب بشكل محموم بمشاعر الأمة سعيا لتغيير وجهة عدائها وغضبها وحنقها في محاولة بائسة لتشكيل جيل من المسوخ الثقافية لا يعرف عدوا ولا يقيم قيمة لثقافته أو تاريخه.
إن الإعلام الرسمي للأنظمة العميلة للغرب ومن خلال مسلسلات تافهة المحتوى متعفنة المضمون كمسلسل أم هارون وغيره يهدف إلى مهاجمة ثقافة الأمة التي ترفض كيان يهود وتتشوق لذلك اليوم الذي تحرر فيه القدس وفلسطين.
ومسلسل "أم هارون" وغيره من المسلسلات الخبيثة التي تحاول كسر حواجز العداء بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وبين كيان يهود الغاصب: أدوات في الحرب على الأمة لسلخها عن ثقافتها وقيمها التي تتسلح بها أمام أعدائها الغاصبين لمقدساتها، فهي والقائمون عليها لا تقل خطرا عن طائرات كيان يهود وقنابله التي تقتل أهل فلسطين.
فطائرات كيان يهود تقتل المسلمين وتدمر حواضرهم، ومسلسل "أم هارون" وغيره من المسلسلات الخبيثة يحاول قتل الثقافة الإسلامية في صدور الأجيال وتدمير العقيدة التي أنتجت صلاح الدين الذي حرر فلسطين وكنس الصليبيين.
يحاول مسلسل "أم هارون" وغيره من المسلسلات التي تنفث سمومها يوميا تغيير الحقائق الشرعية التي تجعل من كيان يهود كيانا غاصبا يجب اقتلاعه من جذوره وإضفاء الشرعية على وجوده في بلادنا، فهل يستطيع أراجوزات العصر أن يغيروا سورة الإسراء أو تاريخ الفتوحات، أو ينتزعوا ذلك الشوق لتحرير القدس من قلوب المسلمين؟!
لن يستطيع مسلسل هابط كمسلسل "أم هارون" أو غيره من المسلسلات أن يغير الحقائق الشرعية، ولن يمحو من ذاكرة الأمة فظائع يهود بني قريظة وخيانتهم، ولن تنسى الأمة معركة خيبر إذ يتقدمها نبي الأمة ، وخالد بن الوليد وهو يكسر الروم في الشام وفتح بيت المقدس وخطوات الفاروق في شوارعها... لن ينسوا ذلك ليتذكروا خزعبلات "أم هارون"!
سيتذكر المسلمون صلاح الدين وهو يكنس الصليبيين ويحرر القدس ويرسم الطريق لكل الفاتحين والمحررين ليشق بعده الطريق قطز فيقصم ظهر المغول في عين جالوت. تاريخ يجسد ثقافة أمة وأحكاماً شرعية أوجبت على الأمة التحرك لتحرير فلسطين. فستبقى ذاتها تلك الأحكام في عقول المسلمين تحركهم للتحرير ويذهب مسلسل "أم هارون" وغيره لهاوية سحيقة.
لن يستطيع إعلام الخونة ومسلسل "أم هارون" وغيره من المنتجات المسمومة محو مذابح كيان يهود من الذاكرة؛ فدير ياسين وصبرا وشاتيلا ومذبحة الحرم الإبراهيمي وعناقيد الغضب وقصف غزة ودماء آلاف المسلمين ستبقى شاهدة على إجرام كيان يهود وخيانة الحكام حتى تقوم الأمة من جديد لتثأر وتحرر الأقصى والمسرى. تلك حقائق لن تمحوها خزعبلات "أم هارون" وأوهام مسلسلات التطبيع والتمييع.
فخزعبلات "أم هارون" وغيره مما ينتج الإعلام المعادي للأمة كالكتابة على الماء لا تدوم ولا تذكر، فلن تستطيع محو آثار الفوسفور الأبيض على أجساد أطفال غزة الغضة، ولا مواضع الرصاص على أجساد الجرحى، ولا آلام الثكالى وأمهات الأسرى، لن تزيل مخيمات اللجوء ولا جدران العزل والأسلاك الشائكة عن القدس... لن تستطيع اقتلاع عقيدة تحرك أمة كاملة لاسترداد أولى قبلتيها وثالث حرميها ومسرى نبيها صلى الله عليه وسلم.
إن الحقائق الشرعية التي يحاول الإعلام المعادي للأمة أن يتجاوزها عبر مسلسلات وبرامج خبيثة، لم تستطع الحملات الصليبية وجيوش المغول أن تقتلعها من عقول وقلوب المسلمين، فالعقيدة الإسلامية متغلغلة في جذور عقول المسلمين وتملأ عليهم قلوبهم التي تتعطش لأن تحكم بكتاب الله وسنة رسوله وتجاهد في سبيل الله لتحرر المقدسات وتستعيد عزتها وكرامتها لتستأنف وظيفتها في حمل الإسلام رسالة نور ورحمة للعالمين.
آن لأهل القوة والمنعة وقادة الجند المخلصين لدينهم أن ينهوا هذه المهزلة والمأساة التي تعيشها الأمة الإسلامية وهذه الجرأة على ثقافة الأمة ومعتقداتها فيخلعوا الأنظمة العميلة للغرب ويقيموا دولة الخلافة على منهاج النبوة لتعود حياتنا وإعلامنا وثقافتنا إسلامية ونستأنف كتابة تاريخ البشرية بما يليق بأمة ثقافتها نابعة من الوحي.
وإلى ذلك اليوم المشهود إلى يوم إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تقع المسؤولية على كل منا في العمل على إقامتها والحفاظ على أبنائنا وبناتنا ومن نعول ونرعى من أن تنال منهم هذه المسلسلات والبرامج الخبيثة أو تلوث عليهم بعض أفكارهم أو تدس السم في عقولهم. فلا يجب أن تمكن من الوصول لأطفالنا على حين غرة منا ولا يجوز أن يكون الإعلام المعادي للأمة وأفكارها حرا في الوصول لبيوتنا وموائدنا فالكل راع والكل مسئول عن رعيته.
والحل الجذري لهذه السموم الثقافية لا يكون إلا باقتلاع الأنظمة العميلة التي تنتجها وتستعملها كأداة في الحرب على المسلمين، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فيكون فيها الخليفة هو الراعي الحقيقي الذي يضمن إعلاما ومناهج تعليمية نابعة من ثقافة الأمة وعقيدتها.