تعليق صحفي
موقف هزيل بل ومتآمر من النظام الأردني على المسجد الأقصى المبارك
حذّر الأردن، الأحد، من تبعات تصعيد كيان يهود في القدس، داعيا لإجراءات دولية تضغط لوقف انتهاكاتها، جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بسفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى بلاده. وأوردت الخارجية، في بيان، أن الصفدي دعا إلى "ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فاعلة وسريعة للضغط على (إسرائيل) لوقف انتهاكاتها في القدس المحتلة، والتي تشكل خرقا للقانون الدولي وتصعيدا خطيرا يؤجج الصراع ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين". وشدد أنه على "(إسرائيل) احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والنصرانية، وأن تتوقف عن خرق التزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال". وفي بيان منفصل، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، الأحد، أنها استدعت سفير كيان يهود لدى عمان، وأبلغته "رسالة حازمة" مطالبة بوقف "الانتهاكات" في المسجد الأقصى. (القدس العربي"بتصرف")
رغم تشدق النظام الأردني بحق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين، إلا أننا لا نرى منه إلا تخاذلا وتآمرا.
أما التخاذل، فموقفه هو كموقف السلطة الفلسطينية في هزالته، فكلاهما يكتفيان بالشجب والاستنكار اللفظي وعلى أرض الواقع تبقى العلاقات ودية، ويبقى النظام الأردني كما السلطة الفلسطينية يشكلان أداتين لحماية أمن ومصالح يهود، فالنظام الأردني يشجب ويستنكر بينما يواصل الوفاء بكافة العلاقات الاقتصادية والأمنية والسياسية تجاه كيان يهود المجرم.
ثم إنه مع قدرة الجيش الأردني على نصرة المسجد الأقصى وتحرير فلسطين، وله في ذلك تاريخ مشرف، فإن النظام الأردني يغيّب هذا الخيار تغييبا كاملا، ويعاود تضليل المسلمين بدعوة المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات، وكأن المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا سبق لهم أن نصروا مسلما أو بلدا للمسلمين!
وأما التآمر، فالنظام الأردني كالسلطة الفلسطينية يؤكدان ويكرران الدعوة للحفاظ على وضع "الاستتكو"، وهو الوضع الذي يجعل السيادة والسلطان للاحتلال على فلسطين والمسجد الأقصى، وليس للمسلمين سوى الصلاة في المسجد تحت حراب الاحتلال، والإشراف الشكلي للأوقاف الأردنية على المسجد الأقصى، أي أنها مطالبة بدوام الاحتلال بل والحفاظ عليه! فأي تآمر هذا، وأية وقاحة تلك التي وصل إليها النظام الأردني والسلطة الفلسطينية حتى تصبح مطالبتهما للاحتلال بدوام الاحتلال موقفا بطوليا؟!
إنّ في كل ما يجدّ فيما يتعلق بقضية فلسطين ليؤكد على أنّ قضية فلسطين ما وصلت إلى ما وصلت إليه إلا بسبب تآمر حكام المسلمين عليها، وتواطئهم مع كيان يهود المجرم، وهو يعزز بأنّ لا سبيل إلى نصرة فلسطين والمسجد الأقصى إلا بتحرك جيوش الأمة لتحريرهما من رجس يهود. وبغير ذلك سيبقى المسجد الأقصى وتبقى فلسطين يئنان وينزفان من جرح يهود الغائر.
20/8/2019