تعليق صحفي
فضائح القساوسة الجنسية تثبت بطلان زعمهم وصحة التشريع الإسلامي
كشفت نتائج استطلاع للرأي أن 72% من الألمان يعتبرون أن العزوبية الجبرية للقساوسة الكاثوليك سبب في جرائم الانتهاك الجنسي التي وقعت داخل أروقة الكنائس الكاثوليكية. وأعرب 82% ممن شملهم الاستطلاع عن تأييدهم لإلغاء العزوبية بين القساوسة بحيث يتم السماح لهم بتقرير ما إذا كانوا سيتزوجون أم لا. تجدر الإشارة إلى أن رؤساء مؤتمرات القساوسة من جميع أنحاء العالم سيجتمعون في الفاتيكان الخميس في اجتماع قمة غير مسبوق لبحث موضوع الانتهاكات الجنسية. وكان قد كُشِفَ النقاب خلال السنوات الماضية في العديد من الدول عن كم مفزع من الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها قساوسة كاثوليك بحق أطفال وقاصرين. (الجزيرة نت)
إنّ الفضائح الجنسية التي أرتكبها القساوسة عبر عقود مضت مرعبة مفزعة، وهي منحطة إلى درجة أنها لم تستثن الأطفال ولا الرجال، وقد شكلت ظاهرة مخزية لدى الغرب في وسط رجال الدين الذين يُفترض بهم أن يكونوا النخبة في البلاد النصرانية، ولم تكن الفضائح مسألة أحداث عرضية أو أخطاء فردية، وهو ما ينبغي أن يسلط الضوء على الأسباب التي أدت إلى هذا الانحطاط.
إنّ النتيجة التي يمكن للعاقل أن يخرج بها بمجرد التفكير في الأمر هي فساد التشريع "الرهبانية"، وكيف أنها أثبتت مخالفتها للفطرة وفساد عواقبها واستحالة تطبيقها، ومرد ذلك إلى أنها فكرة بشرية ابتدعها العقل القاصر ولم يشرعها الله، خالق الخلق وعالم ما يصلح له ويصلحه. حتى بات رجال الدين لديهم في مقدمة من يرتكب الفاحشة والرذيلة بدل أن يكونوا قدوة ونموذجا للعفة والصلاح والسمو. قال تعالى: ﴿ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾.
إنّ مما لا شك فيه أن صلاح حال البشر لا يكون إلا بتشريع رب البشر، لا بتشريعات عقول المفكرين وأهواء رجال الدين، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ؛ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَداً، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَداً، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي».
نعم، هذا ما يصلح حال البشر، فالسمو الروحي والارتقاء الأخلاقي لا يقوم على اعتزال النساء والرهبانية، بل بعبادة الله كما أراد وبأن تكون علاقة الرجال بالنساء منضبطة بالأحكام الشرعية، والعلاقة الجنسية محصورة بالزواج الشرعي.