تعليق صحفي

المستجير بأوروبا في وجه مخططات أمريكا كالمستجير من الرمضاء بالنار!

قال رئيس السلطة محمود عباس، إن الحديث عن صفقة القرن أو أي خطة لا تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، لن يكتب لها النجاح، ما دام لا ينتج عنها دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، والقدس الشرقية عاصمة لها. جاء ذلك في كلمته أمام القمة العربية الأوربية الأولى المنعقدة في مدينة شرم الشيخ المصرية.

ودعا عباس الاتحاد الأوروبي ودوله، إلى القيام بخطوات عملية لتحقيق السلام، تبدأ بالتصدي، ووقف المشروع الاستيطاني "الإسرائيلي" على أرضنا المحتلة، وترسيخ رؤية حل الدولتين بخطوات سياسية وقانونية غير قابلة للانعكاس، تشمل اعتراف دول الاتحاد بدولة فلسطين، وحصولها على عضوية كاملة في الأمم المتحدة ومواصلة تمكينها.

ودعا عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، تتعاون الدول العربية والأوربية للتحضير له، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية المفاوضات التي يجب أن تنهي أطول احتلال عرفه التاريخ المعاصر، وتحقق السلام والأمن للجميع. (وكالة معا – بتصرف)

إن من سخرية السياسة أن يتم اللجوء إلى الدول الأوروبية ويُستنجد بها للوقوف في وجه مخططات أمريكا وصفقاتها، وكأن هذه الدول لم تكن هي من أنشأت كيان يهود وأمدته بالمال والرجال والمفاعلات النووية! أو كأن هذه الدول لا تتغنى صباح مساء بحرصها على أمن هذا الكيان الغاصب! أو كأن هذه الدول الاستعمارية تحفل بأهل فلسطين وتحنو عليهم وهي صاحبة الوعد المشؤوم، وبسببها شرد الملايين وتحت رعايتها أنشئ كيان يهود على جماجم أهل فلسطين!

إن دول أوروبا هي دول استعمارية طامعة في بلاد المسلمين، وهي كأمريكا سواء بسواء، وإن الاستنجاد بها إنما هو كالمستجير من الرمضاء بالنار.

ثم إن أوروبا يعتريها الضعف أمام النفوذ الأمريكي الذي بات يلاحقها ليجردها من آخر مستعمراتها ويسعى لتهميشها دولياً، فهل من كان هذا حاله أهلٌ لأن يستنجد به؟!

إن حشر قضية فلسطين بين صفقات أمريكا وأطروحات أوروبا مع تهميش الحلول العملية والشرعية هو خيانة للأرض المباركة، وتآمر عليها وتحكيم للكافرين المستعمرين في مقدساتها.

إن الحل العملي والوحيد لقضية فلسطين هو تحريرها، وإن دعوة عباس لعقد مؤتمر دولي وتمسكه بمبدأ المفاوضات وتمسكه بالقرارات الدولية الظالمة إنما هو اجترار للفشل ومضيعة للوقت وتضليل عن الحل الصحيح.

إن تحرير فلسطين لا يكون بالارتماء في أحضان المستعمرين ولا بنوال عضوية في الأمم المتحدة بل بتحرك جيوش المسلمين لتقتلع هذا الكيان المحتل من جذوره وتشرد به من خلفه من قوى استعمارية أمريكية وأوروبية، وتلقنهم درساً ينسيهم وساوس الشياطين.

 

26-2-2019