تعليق صحفي

قانون القومية اليهودي، استمرار للعدوان وصفعة للاهثين خلف السلام!

لا زالت تداعيات مصادقة الكنيسيت اليهودي على "قانون القومية"، الذي يكرس يهودية الدولة ويمنح اليهود وحدهم حق تقرير المصير في الأراضي المحتلة، تتوالى. فبعد أشهر من الجدل السياسي والدستوري، وافق على القانون 62 نائبا من أصل 120 وعارضه 55 وامتنع نائبان عن التصويت.

 

وللتعليق على الخبر نذكر الأمور التالية:

1. لم يكن قانون القومية هذا وليد اللحظة، فقد عرض أول مرة قبل سبع سنوات (عام 2011)، حين طرحه الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) عضو الكنيست آفي ديختر، وصادقت عليه اللجنة الوزارية للتشريع العام الماضي، وأحيل للقراءة التمهيدية في الكنيست قبل أن تمت المصادقة النهائية عليه.

2. ينص القانون على أن "حق تقرير المصير في دولة (إسرائيل) يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط"، وأن "القدس الكبرى والموحدة عاصمة (إسرائيل)"، وأن "العبرية هي لغة الدولة الرسمية، واللغة العربية تفقد مكانتها كلغة رسمية". بما يمثل تشريعاً لتهجير أهل فلسطين المتبقين في الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ وتشريعا للتنكيل بهم والتضييق عليهم، وشطب "حق العودة" نهائياً.

3. يعد قانون القومية هذا ترسيخاً للصبغة الدينية لهذا الكيان المحتل وهو تأكيد لطبيعة الحرب القائمة بين المسلمين وهذا الكيان ومن يقف خلفه من دول كبرى، أنها حرب مبدئية دينية، وأن الخلاف ليس على قطعة أرض أو حوض ماء كما يزعم المنبطحون، بل على دين ومقدسات وأرض مباركة.

4. يمثل هذا القانون صفعة للاهثين خلف "السلام" وأصحاب "المشروع الوطني" وحل الدولتين والمتمسكين بقرارات الأمم المتحدة، ويؤكد أن "السلام" المزعوم سراب، فهذه الأرض قد ارتبطت بعقيدة المسلمين، ويزعم اليهود ارتباطها بعقيدتهم، وبالتالي لن يكون فيها حلول وسط، وحلها الوحيد إنما هو بتحريرها كاملة واقتلاع كيان يهود منها جذرياً.

5. إن ردود فعل الحكام المخزية على هذا القانون وبقية جرائم الاحتلال بل انعدامها في غالب الأحيان تشجع هذا الكيان المجرم على تصعيد هجمته وحملته على فلسطين وأهلها ومقدساتها.

6. إن كيان يهود يسعى لاستغلال مواقف ترامب وتهافت حكام المسلمين للتطبيع معهم، لإحداث تغييرات جوهرية على الأرض ظنا منهم بأن فرصتهم سانحة، غافلين أن هذه القضية ستبقى قضية أمة تربو على المليارين، ولن يغير صفتها أو مسار الصراع فيها لا سلطة فلسطينية ولا جامعة عربية ولا منظمة العالم الإسلامي ولا صفقة قرن ولا غيرها، فما دام المسلمون يقرأون سورة الإسراء فسيبقون يتطلعون ليدخلوا المسجد كما دخله الفاروق عمر أول مرة، مهللين مكبرين.

7. إن غطرسة يهود وعنجهيتهم ستودي بهم إلى الهاوية، ولئن ظن هؤلاء أن الأمة قد قضى عليها حكامها العملاء فهم واهمون، فما هي إلا زمجرة واحدة حتى تستعيد الأمة سلطانها وتحرك جحافلها، وحينها سيولي هؤلاء الجبناء الدبر، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.

 

2018-7-26