التاريخ: 10 من ذي الحجة 1430هـ                                                                                الرقم: ص/ب ن37/009

   الموافق: 27/11/2009م
بيان صحفي
الأضحى عيدٌ وذكرى
( ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
بمناسبة عيد الأضحى المبارك يتقدم المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين لأهل فلسطين بخاصة وللمسلمين بعامة بأحر التهاني والتبريكات سائلين المولى عز وجل أن يتقبل منهم الطاعات وأن يرد حجاج بيت الله الحرام إلى أهلهم سالمين غانمين بذنب مغفور وحج مبرور، وأن يمنّ على المسلمين بفرج عاجل من عنده خلافةً راشدةً ثانيةً على منهاج النبوة.
أيها المسلمون: في يوم عرفة يدنو الرحمن ويتجلى مباهياَ الملائكة بعباده الذين جاؤوا من كل فج عميق ليؤكدوا على عبوديتهم لله وحده دون سواه وليؤكدوا على وحدة قبلتهم ووحدة مصيرهم ووحدة قضاياهم لا فرق بين أبيض وأسود ولا بين عربي وعجمي إلا بالتقوى، فيكرمهم الله تعالى بمغفرته قال رسول الله :صلى الله عليه وسلم (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق غفر له ما تقدم من ذنبه) وعند البخاري ( رجع كيوم ولدته أمه).
وفي يوم الأضحى ينحر المسلمون أضاحيهم احتفاءً بنجاة نبي الله إسماعيل عليه السلام من الذبح وإحياءً لشعيرة من شعائر الله، لقد كانت الأضحية ولا زالت علامة تضحية وعلامة طاعة وانقياد، ففيها معان سامية خطها لنا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، فيها معنى أن يقدّم المرء ابنه أو نفسه طاعة وانقياداً لأمر الله وتطبيقاً لحكمه، فيها أن أمر الله وحكمه مقدم على ما سواه، وفيها أن من كان على الحق لم يثنه عنه تزييف الحقائق وتضليل الشيطان وأتباعه.
واليوم ومع كل عيد أضحى يمر على المسلمين يزداد العدو اليهودي شراسة في جرائمه ضد أهل فلسطين بعامة وضد القدس وأهلها بخاصة. وتُسفك دماء المسلمين وتقدم قرابين على أعتاب البيت الأبيض، وتُراق في كل مكان بأيدٍ عابثة لا همَّ لها سوى تنفيذ المخططات الغربية الاستعمارية الرامية إلى تمزيق الأمة الإسلامية إرباً إرباً، وإلى إطالة عمر الفساد والانحطاط الذي تعيشه الأمة في ظل حكم هؤلاء الفجار.
أيها المسلمون في فلسطين:
إنكم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، على أرض باركها الله تعالى وجعلها عقر دار الإسلام، وعقر دار الخلافة الراشدة الثانية، فلا يؤتين الإسلام من قبلكم، وإن العاملين لإقامة الخلافة يغذون الخطى ويصلون الليل بالنهار سعيا لإقامتها، لتنطلق جيوش الفتح وكتائب المجاهدين لتحرير فلسطين من رجس يهود وتحرير كل شبر احتله الكافر، ولحمل الإسلام إلى الناس كافة رسالة خير وهدى ونور.
والخلافة الآن- رغم كل الظروف وبفضل الله ومنّه وبجهد العاملين لها- تقف على أعتاب البزوغ، وفجرها قاب قوسين أو أدنى، وتحتاج من الأمة أن توجه دفة أشرعتها وتضحياتها نحو العلا قدماً لتتفيأ ظلال الخلافة قريباً بإذن الله فتنعم بوافر خيراتها وترفل فيها وتسعد.
 (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)