الخميس 3 من ربيع الأول ، 1433 هـ 26/1/2012م رقم الإصدار: ص/ب ن- 103/012
بيان صحفي
السلطة الفلسطينية باعت فلسطين وأهلها ليهود وتريد من أهل فلسطين أن يدفعوا الثمن!
لقد عم الاستياء والغضب معظم أرض فلسطين بسبب استمرار السلطة في ملاحقة أهل فلسطين في أرزاقهم، خاصة بعد الإعلان عن قوانين ضريبية جديدة تشمل المزارعين، وترهق كاهل أرباب الصناعة والتجار، ما سيؤدي إلى مزيد من رفع الأسعار المرتفعة أصلا لدرجة أرهقت الناس، ما أدى إلى خروج مظاهرات في رام الله، وطولكرم وأبو ديس، وغيرها، وارتفعت أصوات المنتقدين للسلطة من كافة المؤسسات والفئات والاتجاهات، ونحن في حزب التحرير نؤكد على ما حذرنا منه مرارا وتكرارا فنقول:
إن السلطة بعد إبرامها لاتفاقيات أوسلو الخيانية، التي تنازلت بموجبها عن معظم فلسطين ليهود، روّجت أنها سترفع ضنك العيش عن أهل فلسطين وستخفف الضرائب التي فرضها الاحتلال، وأعلنت أن الضفة الغربية وقطاع غزة هي أرض فلسطين المحررة من الاحتلال، وأوهمت الناس أنهم سيعيشون في رغد من العيش بأموال الحكام العرب الذين تقاعسوا عن تحرير فلسطين وبأموال الدول الغربية المانحة التي أعطت فلسطين لليهود.
وصدّق أكاذيبَ السلطة بعضُ المنتفعين ومن كان أعمى البصر والبصيرة فرضي منكرات السلطة وتابعها، ونسي أن التنازل عن شبر من أرض فلسطين المباركة لليهود حرام حتى لو حققت السلطة المنافع الدنيوية التي وعدت بها، ولكن هيهات هيهات للوعود الشيطانية أن تتحقق، {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}.
وإننا نؤكد مرة أخرى أن منظمة التحرير والسلطة التي انبثقت عنها هي نبتة خبيثة لا تثمر إلا الخبث، فها هي السلطة بعد أن فرّطت بمعظم فلسطين ونسّقت أمنيا مع الاحتلال لحفظ أمنه، ورفعت الأعباء السياسية والأمنية والمالية عن الاحتلال وجعلته أرخص احتلال في التاريخ، تعلن أن الضفة وغزة ليست محررة بل ما زالت محتلة، وأن الدول المانحة ودولة يهود نكثت بوعودها المالية بعد أن نكثت بوعودها السياسية، وبدلا من أن ترجع السلطة قضية فلسطين إلى حضن الأمة الإسلامية لتتحمل مسؤولية تحريرها كاملة استمرت في المفاوضات العبثية ولاحقت أهل فلسطين في أقواتهم لتجمع الأموال لرجالاتها وأجهزتها الأمنية التي تحافظ على أمن يهود.
إن سياسات السلطة الأمنية والمالية هي سياسات مقصودة تُمليها الدول الاستعمارية الممولة للسلطة من خلال سفرائها وجنرالاتها الذين يجوبون البلاد طولا وعرضا، وكذلك من خلال البنك الدولي؛ وذلك لإفقار أهل فلسطين وكسر إرادة الصمود حتى يخنعوا ويقبلوا بتنازلات السلطة عن البلاد لليهود أو يهاجروا ويتركوا البلاد لصالح الاحتلال اليهودي.
إن أهل فلسطين بالرغم من كل وسائل التضليل والقتل والسجن والتعذيب والقمع التي مارسها الاحتلال والسلطة لم يخنعوا ولم يقبلوا بتنازلات السلطة الخيانية، وكذلك فإننا واثقون بأن سياسات التجويع والإفقار لن تفلح في تهجير أهل فلسطين أو إخضاعهم للقبول بتنازلات السلطة المذلة، بل إن أصواتهم ولعناتهم على السلطة تزداد يوما بعد يوم وسيقفون في وجه السلطة حتى لا تستمر التنازلات وسياسات التجويع الإجرامية، وهم في الوقت نفسه يرنون بأبصارهم إلى أمتهم الإسلامية الثائرة لتفرز من بينها إماما عادلا يحكم بالإسلام في خلافة راشدة، ويحرك الجيوش لتحرير كامل فلسطين وينقذ أهلها من بطش الاحتلال ومن جور السلطة وظلمها، وإننا في حزب التحرير نرى أن ذلك كائن وأنف الكفار راغم بإذن الله.
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}