التاريخ: 7 جمادى الأول 1431هـ الرقم:ص/ب ن 53/010
الموافق: 21/4/2010 م
بيان صحفي
في الذكرى الثانية والستين للنكبة، السلطة الفلسطينية تحتضن مهرجاناً للرذيلة والفساد
انطلقت أول أمس الاثنين أولى فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان رام الله للرقص المعاصر، الذي تنظمه سرية رام الله الأولى، ويشارك في المهرجان الذي يتواصل حتى الثامن من أيار المقبل، 16 فرقة رقص وموسيقى من أمريكا ودول أوروبية وعربية إضافة إلى عدد من الفرق الفلسطينية المحلية، في حين تتوزع العروض على مدن القدس، ورام الله، وبيت لحم، والخليل، إضافة إلى تنظيم احتفال خاص بيوم الرقص العالمي في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، عبر 'ليلة سمر' تستضيفها سرية رام الله.
على الرغم من أنّ ما تقوم به السلطة من رعاية للفساد والانحلال، وتغريب للمجتمع، وعلمنة لقيمه، وتشجيع على الرذيلة، لم يتوقف لحظة منذ قدومها إلى فلسطين والذي كانت أولى معالمه تأسيس كازينو أريحا، إلا أنّ رعايتها ومباشرتها للفساد والإفساد قد باتت تسير بوتيرة متسارعة في الآونة الأخيرة، كرعايتها لمسابقة ملكة جمال فلسطين، وكرة القدم النسائية والنشاطات النسوية الأخرى التي تنال من عفة المرأة. وها هي السلطة هذه الأيام تحتضن مهرجاناً للرقص المعاصر تشارك فيه كاسيات عاريات من مختلف الدول، ليرقصن وليتبدين أمام الرجال الأجانب في تجسيد لثقافة التعري والانحلال الذي تدعمه السلطة. هذا فضلاً عن الغايات الأخرى المقصودة من المهرجان والتي أشار إليها مدير المهرجان بالقول :"خاصة أن أهدافه لا تقتصر على استضافة العروض فحسب، بل تتعدى ذلك باتجاه تعزيز العمل المشترك". وأضاف :" إنّ مهرجان رام الله للرقص المعاصر أدخل تجربة جديدة على المشهد الثقافي الفلسطيني من خلال الاهتمام الكبير بالرقص وإدخال هذا النمط على تجربة الأعمال الفنية الفلسطينية".
يأتي هذا المهرجان استجابة وتماشياً مع خطة السلطة ورئيس وزرائها لحرف الناس عن قضيتهم من خلال ما تسميه بالمقاومة الشعبية التي أصبحت مقوماتها، طبق مسخن، وكوفية، ومباريات رياضية، وغناءً ورقصاً. وبدلاً من أن تخجل السلطة من نفسها وتولول على سوء حالها في الذكرى الثانية والستين لنكبة أهل فلسطين، تحتضن مهرجاناً يمعن في الإفساد، قال مدير المهرجان "لقد حصلنا على دعم من دول تأكيداً على أهمية هذا المهرجان." وأضاف:"هذا المهرجان جزء لا يتجزأ من نضالنا الوطني ومقاومة الاحتلال وحياتنا اليومية صعبة جدا وهذا جزء من نضالنا الوطني ضد الاحتلال". ليؤكد بذلك على دعم السلطة وحكام العرب لهذا العمل المشين، وتماشيه مع خطتها وسياستها لتضييع فلسطين تحت مسمى "المقاومة الشعبية للاحتلال".
لقد وصلت السلطة في مباشرتها ورعايتها واحتضانها لمشاريع إفساد أهل فلسطين إلى حال لا يمكن السكوت عنه، فالسكوت عن أفعال السلطة المشينة يستوجب غضب الله وعذابه الذي لن يصيبها وحدها، بل سيصيب العامة معها. قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ". لذا فإننا ندعو المسلمين إلى الوقوف في وجه السلطة ومخططاتها الاستسلامية الخيانية، وفي وجه مشاريعها الإفسادية الخبيثة. ونحذر السلطة من عاقبة الاستمرار في تآمرها على فلسطين وأهلها، التي لن تكون إلا خزي في الدنيا (وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).