السبت، 12 جمادى الآخرة 1446هـ 14/12/2024 م رقم الاصدار: ب/ص- 14/1446
إن القتل والدمار والحصار أصبح مشهد غزة اليومي، ولكن الجديد فيه هو أن أحوالها وأخبارها أضحت بعيدة عن الإعلام وعن أعين الأمة، تماما كما هي الحال في الشام الذي يقصف جيش يهود كل سلاح متبق فيها، خوفاً من أن يكون له أي تأثير على أمن كيانهم إن توسد حكم الشام الذين يعظمون دين الله، ويتوقون لتحرير بيت المقدس وينصرون أهل غزة نصراً لله وفي سبيل الله.
وفي المشهد المتواري، ترى السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية أداة يهود الطيعة؛ تلاحق المجاهدين، وتنشر قناصتها، فتقتلهم بدم بارد مثلما يفعل يهود، ومثلما كان يفعل بشار وشبيحته في الشام.
ولئن كان أهل غزة وكل فلسطين يفرحون كما يفرح كل مسلم لخلاص أهل الشام من الطاغية، إلا أن جيش يهود لم يترك لهم فسحة يحسون فيها بذلك الفرح، فقد ضيق عليهم المضيق؛ إن بقوا في البيوت قصفوا، وإن خرجوا قنصوا، وإن لجأوا إلى المستشفيات قتلوا، فقد أحاطهم المجرم من كل جانب، وأحكم حصاره عليهم بعون من الحكام العملاء، عوناً أقله السكوت وإسكات الشعوب، وأعلاه الحصار وتأمين السلاح والعتاد له حتى يواصل إبادتهم، فكأن غزة تركت وحدها بلا نصرة ولا غوث، ولا حتى بباك يبكيها.
إن فرحة بلاد الشام تبقى منقوصة، حيث الفرحة يجاورها مأتم في سوريا وجولانها، وفي غزة وكل فلسطين، فرحة فيها الأرض المباركة وحيدة طريدة قتيلة سليبة، حيث بيت المقدس درة الشام وواسطة عقدها، وحيث مسرى النبي ﷺ، فكيف يكون فرح في بلاد الشام وتاجها أسير، وغزة نازفة نزف القتيل؟!
يا أهل الشام وأبطالها ومجاهديها: إن مسرى نبيكم ﷺ على مرمى حجر منكم، وإن أهل فلسطين يأملون منكم خيراً كثيراً، كيف لا وهم أهلكم وإخوانكم، ودعوتهم لكم على ما فيكم من جراح أن تفتحوا جبهة الشمال، وليفتح جند مصر جبهة الجنوب، بعد أن يثوروا على طاغيتهم كما ثرتم أنتم على طاغيتكم، وأن يفتح جند الأردن جبهة الشرق بعد أن يطيحوا بصنيعة الإنجليز هناك، لتُحكم الأمة الخناق على كيان يهود، ويخنقه البحر غربا، فتكتب نهايته على أيديكم بإذن الله وفضله.
إنها دعوة لكم لتعود الشام ومصر كما كانت، منطلق التحرير بل وصانعته كما كانت في حطين وعين جالوت، ويومئذ يفرح أهل غزة وكل فلسطين، وأهل الشام وأهل مصر، بل والأمة جمعاء، وإن كل نصر دون ذلك هو نصر منقوص، تحوله الأيام وكيد اللئام من فرح إلى أحزان وآلام، وتبقى فلسطين وغزتها لا بواكي لها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين