الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ 28/11/2024 م رقم الاصدار: ب/ص- 12/1446
أعلنت حكومة المغضوب عليهم والحكومة اللبنانية موافقتهما على اتفاق وقف إطلاق النار، وأوضح نتنياهو في كلمته التي أعلن فيها موافقة حكومته على الاتفاق أن أحد أسباب وقف إطلاق النار في لبنان هو فصل الجبهات، أي فصل جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة.
وهكذا يوقع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان المجرم بأمر من أمريكا ورضا من حكام إيران. يوقع الاتفاق حتى دون خروج يهود من لبنان، بل وبإعطائهم الحق في الضرب والقصف تحت ذريعة الدفاع عن النفس! ويوقع الاتفاق مع التأكيد فيه على جعل منطقة جنوب لبنان منطقة خالية من أي نشاط يمكن أن يؤثر على أمن كيان يهود، كما يؤكد فيه على دور جيش لبنان كحارس لكيان يهود وضامن لأمنه!
وهكذا هي الخيانة يروج لها على أنها انتصار، فكيف لا يبتهج زعيم كيان يهود المجرم وقد أمّن وأمِن جبهة الشمال؟!
أما أهل الأرض المباركة فمطلوب منهم الاستسلام والخضوع والتنازل عن الأرض المباركة وممارسة الدور الذي تمارسه السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية.
قاتلكم الله يا حكام المسلمين، أخزاكم الله بذلكم وصغاركم وخيانتكم، أهكذا يكون الرد على جرائم المغضوب عليهم؟! بدل أن تشتعل مصر والأردن ولبنان ودول الطوق، وما بعد الطوق، عزلتم الجيوش، ومنعتموها من التحرك لنصرة غزة ولبنان واقتلاع كيان يهود من جذوره، ثم تباركون توقيع الحكومة اللبنانية تلك الاتفاقية الخيانية ليصبح جيش لبنان، كجيشي مصر والأردن، حارساً لأمن كيان يهود، وليُترك أهل غزة يواجهون الفناء، وليكونوا لقمة سائغة للقوم اللئام، وكأنكم بهذا الاتفاق تقولون لأمريكا ويهود إنا نطلق يدكم ولن نحرك ساكناً مهما فعلتم في غزة برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها!
لقد صار حال أهل غزة تبكي لأجله الحجارة، أفلا تلين قلوبكم يا أهل القوة والمنعة في بلاد المسلمين؟! وكيف تجري على ألسنتكم يا جنود المسلمين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ثم لا تتحركون لأنات الأطفال، ورجفات الخائفين، وقلوب قد بلغت الحناجر؟!
أما آن لهذه القلوب أن تخشع لذكر الله؟! أما آن لها أن تلين من هول الأحداث وشدة البأساء التي يعاني منها إخوتهم في غزة؟! أما آن لها أن تخرج عن صمتها، وتعلو على صدور حكامها علو ابن مسعود على صدر أبي جهل، فترفع إثم الخذلان وعار التولي يوم النصرة والزحف، ثم تنهي إلى الأبد، مهزلة الكيان الذليل الذي انتفخ وتطاول في بلاد خير الرجال؟!
أما آن لكم أن تُروا العالم معدن جنود أمة محمد ﷺ، وأنتم تحررون مسرى نبيكم ﷺ والأرض المباركة؟! أما اشتاقت النفوس لعيش العزة، والجهاد في سبيل الله، وأن تكونوا خير الخلف لخير السلف، فتفرحوا، وتُفرحوا أمتكم بنصر الله، وأكبر من ذلك، نجاة من عذاب أليم، وفوز بجنات النعيم؟! ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين