LogoHT3

الاحد، 10 ربيع الآخر 1446هـ                                   13/10/2024م                             رقم الإصدار: ب/ص – 1446 / 09

في ظل مشهد قطاع غزة وشماله، وتجديد كيان يهود المجرم للقصف بعد القصف والقتل فوق القتل والتهجير تلو التهجير، وفي ظل مشهد القتل المستمر في الضفة الغربية، وليس آخره قتل أربعة من شباب نابلس على يد المغضوب عليهم بدم بارد في منطقة تحت سلطة السلطة كما تزعم، والتي لو كانت تملك ذرة كرامة لكفاها ذلك المشهد أن تنهي علاقتها بهم.
تلك السلطة التي لا ترد عن أهل فلسطين عدوان قوات كيان يهود المجرم أو عصابات مستوطنيه، بل تنسق معه وتمتثل لأمره، وبالمقابل فهو يزيدها ذلاً باعتباره رام الله جزءاً من عمل الحاكم العسكري، تلك السلطة التي داس كيان يهود بأقدامه على مشروعها للدويلة المزعومة القائمة على الخيانة والتفريط بأرض الإسراء والمعراج، ولكن خيانتها بقيت.
أكثر من الخيانة، أن تعلن السلطة عداءها لأهل فلسطين كما يحصل من مطاردة المجاهدين في طوباس واعتقالهم وإطلاق النار عليهم، وتفريق الأهالي هناك بالغاز المسيل للدموع، تقتل المجاهدين وتعتقلهم كفعل يهود سواء بسواء ومثلا بمثل، وتنوب عنه إذ تملأ الفراغ وقت انشغاله في عدوانه على غزة ولبنان.
إننا لا نستغرب هذا من سلطة مردت على خيانة الله ورسوله وأهل فلسطين، عندما بدأت مشوارها بمنظمة التحرير التي ما أبقت موبقة من الموبقات أينما حلت إلا وفعلتها، حتى وصلت إلى أكبر الموبقات بتنازلها عن فلسطين، ولا نستغربه ممن قام على فكرة العيش تحت بساطير الاحتلال وتقديس العمالة له (التنسيق الأمني) تلك العبارة المنمقة لحراسة كيان يهود ومحاربة كل من يهدد أمنه.
أما ما نستغربه فهو صنيع أبناء أجهزة أمن السلطة، إذ كيف تطوع لهم أنفسهم قتل إخوانهم وأهليهم ليرسموا بذلك أبشع صورة للولد العاق الذي انقلب على أهله واتبع المجرمين، وقبِل أن يكون سلاح العدو الذي يضرب به إخوانه؟! ولعلهم يتفكرون بأن السلطة زائلة، إن لم يكن اليوم فغداً، وسواء قبل الاحتلال أو معه، وسيحاول كبراؤها التعلق بالريح لعلهم يفرون من سوء عاقبتهم، وسيتركونهم دون أن يعبأوا بهم، أو يكترثوا لمصيرهم.
يا أبناء أجهزة أمن السلطة: إننا ننصحكم بأن تتوبوا إلى الله وتكفوا أيديكم عن إخوانكم، فلعل الوقت لم يفتكم بعد، وأن تنحازوا إلى أهلكم، فإن فعلتم ذلك فهو خير لكم، وإن لم تفعلوا تكونوا قد اخترتم الوقوف في صف أعدائهم، وإن لهذا عواقبه في الدنيا والآخرة، ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وأما ما يؤلم أكثر فهو أن أمة برجالها وجنودها تركت أهل فلسطين لعدو ملك أمرهم، ولسلطة تتجهمهم وتنسق مع عدوهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن ثقتنا بالله وبوعده لا حد لها ﴿‌وَلَا ‌تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾، ﴿إِنَّ اللهَ ‌بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾.


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين