LogoHT3

الجمعة، 15 ربيع الآخر 1446هـ                                   18/10/2024م                             رقم الإصدار: ب/ص – 1446 / 10

 

ظهيرة الخميس ‏17‏/10‏/2024م احتفل كيان يهود وأمريكا باستشهاد يحيى السنوار الذي قضى مقبلاً في ساحة القتال غير مدبر، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
إن استشهاد السنوار ليشير إلى ما تراه العين وما خفي عنها؛
فأن ترى ساسة أمريكا فرحين بمقتله كفرح يهود يكشف ما أخفت صدورهم من حقد كبير يستوون به، معلنين عداءهم لغزة ومجاهديها، بل لأهل فلسطين قاطبة، بل لأمة الإسلام جمعاء، في مشهد يغيظ المسلمين ويفرح به الكافرون.
إن عملية طوفان الأقصى قد أصابت قاعدة أمريكا رأس الكفر في بلادنا (كيان يهود) في مقتل، فإذا بها تقصفنا بيدهم حتى تعيد هيبة هذا الكيان المجرم التي ضاعت كالماء في الرمال، فأرادت أن تزهو هي ويهود بكل قوتها بقتل ثلة مجاهدة قليلة العدد والعتاد، مقابل آلة قتلهم الضخمة، فأي دول هذه التي تعتبر قتل رجل واحد إنجازاً عظيماً، إلا دولاً لا تساوي شيئاً في حرب حقيقية على الأرض؟! وأي دول هذه التي ترى في التجويع وحرق الأطفال والنساء والشيوخ انتصاراً؟!
إن استشهاد النساء والأطفال حرقاً في الخيام، واستشهاد السنوار في ميدان القتال، ليحثو التراب في وجه حكام المسلمين الذين عاشوا حياتهم ترفاً ممزوجاً بالذل والخنوع والخذلان؛ يحيون في قصورهم ويدفنون أحياء في ذلهم وخيانتهم، تمرغ أمريكا ويهود أنوفهم بالتراب، لا بل في الوحل ولكن لا يحسون!
إن أمريكا ورأس حربتها يختالون أنهم يقتلون ويدمرون ويجتاحون ويجوعون، وحكامنا تبلد إحساسهم، إذ يحس بالقهر أصغر من بلغ العقل منا، ولا يحس به أرجح من عقل منهم، أفٍّ لهم ولما يصنعون!
إن استشهاد السنوار ومن قضوا نحبهم قبله من مجاهدي غزة الذين ضربوا أمثلة في الثبات والإقبال والتضحية والعزة على الأعداء هو رسالة مشتعلة إلى جنود الأمة الإسلامية، تهزهم هزا، فهؤلاء الذين لا يملكون إلا قليل السلاح لم يقبلوا إلا أن يكونوا في الميدان حتى استشهادهم، وأنتم لم يقاتل معظمكم في معركة حقيقية وأنتم أهل القتال، وأنتم من يجب أن يكون في المعركة، ولئن كان المجاهدون أشعلوا المعركة فما كان لكم أن تعتبروهم وكلاءكم أو بدلاءكم، إنما هم جرس دُقَّ لإيقاظكم حتى تخوضوا المعركة الفاصلة.
فهل ترضون أن تتزاور مقاعدكم في الجنة عن مقاعدهم وقد أقبلوا وأدبرتم، وقاتلوا ولم تنجدوا، وهبوا ولم تتحركوا؟! بل إن العدو قد تجاوزكم وتركتموه وأنتم من يملك منعه، واحتل مسرى النبي ﷺ ولم تنفروا وأنتم أهل التحرير، وقتل أهلكم في غزة وفلسطين ولبنان ولم تغيروا ولم تغدوا ولم تروحوا في سبيل الله.
أما آن لكم أن تغاروا من عصابة مجاهدين نكأوا العدو، فتكونوا طليعة التحرير، ومطلع التغيير، وهلال كنس العروش ودوس الحدود، وتوحيد الممزق ورفع راية الإسلام والجهاد؟!
أما آن لكم أن توقفوا تبجح الأعداء الذي يؤلمنا أكثر من القتل فتشفوا صدورنا؟! أما آن يا جند الإسلام، أما آن؟!
يا أمة محمد ﷺ، يا خير أمة أخرجت للناس:
إن ثقتنا بالله عظيمة فهو مولانا ولا مولى للكافرين، والله يجتبي منك شهداء، وستبقين تنجبين الأبطال، ولذلك نناديك يا أمتنا وننادي جيوشك بنداء الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾.


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)