الاثنين، 04 ربيع الآخر 1446هـ 07/10/2024م رقم الإصدار: ب/ص – 1446 / 08
إن طوفان الأقصى قد ترك في الأمة والعالم أثراً سيكون له ما بعده؛ فقد ترجم قوله تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾ واقعاً مشخصاً أمام أبصار العالم.
وقد بيّن أن كيان يهود أوهن من بيت العنكبوت، وأن كل الحروب التي خاضها وزعم النصر فيها لم تكن إلا معارك صورية يثبت خلافها السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م، ومعركة الكرامة، ومعركة القدس، وحرب السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973م لولا حيلة الخيانة التي أردفتها.
كما بيّن أن كل ما يدعيه هذا الكيان المسخ من تفوق عسكري وتكنولوجي يذوب مع جبنه، وبكاء جنوده وفرارهم مع قادتهم إلى الملاجئ مذعورين تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت.
كيف لا وهم الذين قال الله فيهم: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ﴾، وقد قطعوا حبل الله بكفرهم وقتلهم الأنبياء، ولم يبق إلا حبل الغرب ثم أتباعه من حكامنا الذي توشك الأمة أن تقطعه.
وإن كيان يهود على جبنه هذا لم يكن ليجرؤ على ما فعل بغزة والضفة ولبنان لولا أنه مطمئن إلى أن حكام المسلمين يشاركونه جريمته ضد الأمة الإسلامية وعواصمها وحواضرها، فهم يعتبرون أن تحرك الأمة فناء له ولهم، وهم يد واحدة مع الغرب الكافر في حربه على الأمة.
إن صورة مجاهدي غزة والمسافة صفر ستبقى في ذاكرة الأمة مستحضرة صورة السلف الصالح في جهادهم وعزتهم، ومحفزة للأمة أن تحذو حذوهم، وما ماهر الجازي وحسن التركي ومحمد صلاح وإخوانهم، إلا صورة معبرة عن الأمة في تطلعها لتحرير فلسطين، وقد ظهر هذا التعبير في جنازة حسن التركي، وفي هتافات أهل الأردن أنهم كلهم الجازي وأنهم يتوقون لتحرير فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى.
إن الأمة الإسلامية مستعدة لأن تخوض معركتها، وأن تنقلها من مقاومة جماعات، إلى حالة عامة تتمثل في تحرك الجيوش، بحاضنة من أمتهم التي تتوق إلى معاني الجهاد والتحرير والفتح والنصر، فجيوش مصر والأردن وتركيا وباكستان...إلخ، شأنها شأن المسلمين في كل بقاع الأرض، تتوق إلى المعركة الفاصلة التي تجتث بها كيان يهود من جذوره، ولكنها الأنظمة المجرمة التي تقيدها وتحول بينها وبين الجهاد في سبيل الله، وهو مما يوجب أن يكون السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م حافزا للمخلصين في الجيوش ليحطموا القيود ويطيحوا بالعروش، ويزيلوا الحدود، ويحرروا أمتهم من أغلال الحكام عملاء أمريكا ويهود، وعندها ستلتحم الأمة مع جيوشها، وتنهض لحمل رسالتها في ظل قيادة ربانية يتنزل عليها نصر الله تعالى فتذيق أمريكا وأشياعها ذل الهزيمة والانكسار.
وإن أعداءنا من الغرب الكافر ويهود، يرقبون حراك أمتنا ويدركون تمام الإدراك أنها توشك أن تأخذ بحلاقيم الأنظمة العميلة التابعة لهم، ولذلك هم يسابقون الزمن ويعملون على تحطيم قواها، ويأتون بجيوشهم ليضربوا بها حواضرها لعلهم يعيقون طوفانها الذي سيجتثهم، فعدونا في حالة دفاع، وإن بدا أنه هو الذي يبادر بالهجوم، ولكنها معركة بقاء بالنسبة له، ومخاض ولادة بالنسبة لنا.
إن العالم اليوم قد لمس كم هو منحط في قيمه ونظمه، وكم أجرم سياسيوه وحكامه في حق البشرية، وكم أنهم متعطشون للدماء، وأن هذا العالم لم يعرف شقاء كشقائه بالحضارة الغربية التي ادعت المثل والقيم والإنسانية وجعلت من نفسها مركز الأخلاق للعالم! فانكشف الزيف، وما بقي إلا أن تضع الأمة الإسلامية مشروعها الحضاري بديلاً منقذاً للبشرية جمعاء.
ولم يبق للأمة الإسلامية وجيوشها إلا أن تتحرك تحركاً على مستوى الحدث، على مستوى السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م، وعلى مستوى المعركة التي يخوضها الكافر وأعوانه علينا مجتمعا، وعلى مستوى إنقاذ البشرية، مزيلة عنها غبار الوهن وشعور العجز، فهي الأمة الوحيدة التي تستطيع أن تغير وجه التاريخ.
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين