الاحد، 12 ربيع الاول 1446 هـ 15/09/2024م رقم الاصدار: ب/ص-07/1446
عقد وزير الداخلية في السلطة زياد هب الريح ومحافظ الخليل وبحضور قادة الأجهزة الأمنية لقاءً في محافظة الخليل يوم الأربعاء 11/09/2024. ولقد مُلء اللقاء بالمكر والجريمة تجاه صمود أهل فلسطين وجهادهم إذ قال وزير الداخلية فيه إنه يريد حقن الدماء وأنه لن يسمح بتكرار ما حصل في غزة، وأكد قائلاً: سنعمل بكل ما أوتينا من قوة لإزالة المبررات!
فما هي تلك المبررات التي يريد إزالتها؟ وكيف سيمنع المغضوب عليهم من تنفيذ ما حصل في غزة وشمال الضفة؟ فهل انتظر الكيان المجرم مبرراً عندما احتل فلسطين عام 1948 وذبح أهلها وأباد قرى بأكملها وهجر من فيها، أم أنه انتظر خيانة وتسليماً متفقاً عليه؟!
وهل احتاج كذلك إلى مبرر ليحتل ما تبقى من أرض فلسطين عام 1967، أم أنه احتلها كذلك في أجواء الخيانات والانسحابات؟ بل وسحب السلاح كما تفعل السلطة الآن؟ وكذلك عندما شرع بمصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، هل كان محتاجاً لمبرر أم احتاج سلطة تنازلت له عن معظم فلسطين؟
وهل حقا أن الكيان المجرم كان يحتاج ذريعة عندما بدأ بهدم البيوت وحرق القرى في الشمال والجنوب، وكأنه لم يكن يملك خطة للتهجير أو نية للإبادة؟ وهل منعه من ممارسة إجرامه تنازلُ السلطة له عن معظم فلسطين، مع أنها لم تحصل على شيء لقاء تنازلاتها وتنسيقها الأمني ومحاربة أهل فلسطين في أموالهم وأبنائهم وأعراضهم، إلا الوهم والسراب وبعض الامتيازات الوضيعة لرجالاتها؟ وهل هناك من مبرر أكبر عند العدو الحاقد من أن يُخرج من أبناء جلدتنا من يبرر له جرائمه فيلوم المقتول صاحب الحق ويوافق القاتل في جريمته؟!
ثم ماذا فعلت أجهزة السلطة لحماية الناس وحماية حقوقهم؟ أم أن المهمة الأساسية لها هي ملاحقة المجاهدين واعتقالهم؟!
إنه وبدل أن يكون سلاح الأجهزة الأمنية هو في الدفاع عن الناس وحمايتهم، فإنها تركتهم عندما كانت دماؤهم تُسفك من قطعان المستوطنين، ولم تحرك ساكنا بينما يجري التنكيل بهم وهجوم القطعان على قراهم، وبدل أن تحمي الناس تحولت إلى ضلع ثالث، في ثالوث مع الكيان وجيشه وقطعان مستوطنيه المسلحين الذين ينكلون بأهل فلسطين سعياً إلى تهجيرهم!
يا أهل الأرض المباركة: إن هناك حملة منظمة لملاحقة المجاهدين في سبيل الله، وتحميلهم مسؤولية الدمار والدماء التي سفكت، وتالله إن هذا لبهتان مبين، أليست الأنظمة العميلة التي تكبل الأمة وجيوشها هي التي وفرت الغطاء لجرائم المغضوب عليهم؟ أليس حكام مصر والأردن والخليج وتركيا هم من يمدون كيان يهود بأسباب الحياة؟ أليس هؤلاء العملاء شركاء في قتلنا وتدمير بيوتنا وقتل نسائنا وأطفالنا؟!
إننا نعلم أن السلطة وأجهزتها قد تسربلوا بالخيانة ويلهثون وراء سراب ما يعدهم به يهود، ولكن أن تسمى هذه الخيانة وهذه الجريمة باسم أهل فلسطين فهذا لن يكون، فليس منا من يقف في صف العدو، بل من يقف في صف العدو فهو منه، وصدق الله العظيم ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
إن فلسطين برجالها وعشائرها ونسائها بل حتى رضعها يبرؤون إلى الله تعالى ممن مرد على خيانة الله ورسوله وخيانة أهل فلسطين ومجاهديهم. وإن من وسم نفسه بعار الخيانة وموالاة اليهود لن ينجو بجريمته وسيقف في محكمة أهل فلسطين والأمة الجمعاء، ثم إلى محكمة الله الذي عنده تجتمع الخصوم، فيصيبه من خزي الدنيا والآخرة ما يستحق.
وإن لفلسطين رجالاً في أمة محمد ﷺ سيحررونها كما حررها صلاح الدين، فيذهب مع التحرير الخبث والنجس وسقط المتاع، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين