الخميس 25 صفر الخير 1446 هـ 29/08/2024م رقم الاصدار: ب/ص-06/1446
توغلت قوات المغضوب عليهم، في عملية واسعة، في مدن جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى حيث اغتالت ثلة من الأبطال، نسأل الله لهم الرحمة والرضوان، ومخلفة كذلك دمارا واسعا في البنية التحتية، حيث لم يسلم البشر ولا الحجر، حتى وصل الأمر إلى تفجير في مسجد وقتل لمن لاذ بمسجد آخر.
إن جرائم كيان يهود المتصاعدة في الشدة إنما تفضح طبيعة هذا الكيان الفاسد الحاقد وكيف يصب حقده، وتكشف عن مشروعه بوضوح وجلاء، وعن عقلية أهله ومطامعهم، حيث إن أفعال هذا الكيان وممارساته منذ إنشائه حتى اللحظة، إنما تسير باتجاه واحد، وهو استفزاز أهل فلسطين من أرضهم والسعي لترحيلهم منها، عبر ممارسة كل ما يستطيعون من إجرام، لتكون أرض فلسطين خالصة لهم كما يحلمون.
فجرائم الكيان ليست ردود أفعال، وهي ليست فقط لتعزيز أمنهم الذي زعزعه ثلة من شباب فلسطين المجاهدين وفتيانها المؤمنين، بل إنه في جرائمه يعلن حربا شرسة بكل المعاني والجوانب على أهل فلسطين، ومن ورائهم أمة الإسلام برمتها، وهو يسعى ليقتلع كل وجود للإسلام والمسلمين على هذه الأرض وما يربطهم فيها، فانتشاره السرطاني، ونشاطه الاستيطاني بكل أرض فلسطين، وحصره لأهلها وحصارهم لا يعني إلا سعيه لترحيل أهلها منها، وقتله وجرحه وسجنه لعشرات الآلاف بل مئات الآلاف منهم، لا يعني إلا سعيه لإبادتهم.
وأما حربه على المساجد التي هدم المئات منها في غزة وحرقه للمصاحف فيها، والمساجد التي انتهك حرمتها بالتفجير في الضفة وقتله لمن أوى إليها، وسعيه لتقسيم المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيهم عليه الصلاة والسلام، تهيئة "لتهويده"، حيث تقييد المسلمين من الصلاة فيه، والتدنيس اليومي لساحاته، بل والتهديد بهدمه وتحويله إلى "كنيس"، فهي حرب على الإسلام وعقيدته وأمته في كل الدنيا وليست على أهل فلسطين فقط.
إن كيان يهود، وهو يمارس كل تلك الجرائم، إنما يؤكد أن اليهود هم تماما كما وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم، أهل فساد، فهم لم يبقوا من صنوف الفساد شيئا إلا وارتكبوه، وقد أفسدوا الشجر والحجر وقتلوا البشر، كما يؤكد أنهم كما وصفهم الله تعالى بأنهم ﴿قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾، فهم يظنون أنهم بجرائمهم يستطيعون إطفاء جذوة الجهاد والصمود في أهل فلسطين، ولا يدرون أنهم ينقلون شرارتها لتتسع، وأنها ستتحول إلى نار تحرقهم بإذن الله، هم وأعوانهم من قوى الاستعمار المجرمين وعلى رأسهم أمريكا.
كما أنها ستحرق الظالمين من أولياء يهود؛ من سلطة كانت على أهل فلسطين عبئا ثقيلا ووبالا، ولعدوهم أمنا وعونا، ومن حكام المسلمين الذين سكتوا عنهم، بل ظاهروهم وأعانوهم وأغروهم بالانفراد بفلسطين وأهلها قتلا وتشريدا، فكانوا شركاء للكيان بكل معنى الكلمة في إبادته لفلسطين وأهلها، وكانوا له غطاء، وإلا فما معنى خذلانهم لأهل فلسطين والمشاركة في حصارهم، في مقابل إمداد عدوهم بما يحتاج من تجارة وبضاعة، ومن حراسة وحماية، ومن إسكات وقهر للشعوب وتقييد وتعطيل للجيوش؟ بل ووساطات مخزية يريدون أن يطوعوا فيها أهل فلسطين ليذعنوا لعدوهم؟!
إن نور الله لا تطفئُه أفواه الكافرين، وإن ضرر يهود للمسلمين مهما بلغ فهو ليس إلا "أذى" سيهزمون بعده، قال تعالى: ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ﴾، وهو أذى قد لحق بالمؤمنين في ظروف توشك أن تتغير وتنقلب، وأمة الخير لا بد أن تكسر صمتها بصيحة "الله أكبر"، وحرب هؤلاء المفسدين أوشكت أن تنطفئ، وهم إنما يستعجلون وعد الله فيهم، قال تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)