الأربعاء، 14 صفر الخير 1445هـ 30/08/2023م رقم الإصدار: ن /ص – 1445 / 01
بيان صحفي
قال رسول الله ﷺ:«مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا»
بذريعة التعديات: السلطة تتكامل مع الاحتلال في العدوان على أهل فلسطين!
أقدمت السلطة صباح هذا اليوم الأربعاء على جريمة قتل الشاب عبد القادر زقدح بعد تعرضه لإصابة خلال اقتحام
أجهزتها لمخيم طولكرم، وكذلك إصابة آخرين، يأتي اقتحامها هذا بدعوى إزالة"التعديات" على الشارع العام وهي
الذريعة نفسها التي تستخدمها في كل مرة (كما فعلت في مخيم بلاطة في نابلس) لإزالة المتاريس التي وضعها الشباب
لعرقلة اقتحام قوات الاحتلال، لتسهل بذلك اقتحامها للمخيمات!
يأتي هذا الاقتحام وهذا العدوان الهمجيان ليسفر الصبح لكل ذي عينين عن المشروع المسمى"وطنياً" والمتمثل
بالسلطة ويؤكد المؤكد بأنه ليس في حقيقته إلا مشروعاً أمنياً لخدمة كيان يهود، وقوة تنفيذية تخدمه ضد أهل فلسطين،
وأنه مشروع لم يقم به ولا يقوم عليه إلا من خان الله ورسوله وخان أهله وأمته.
إن ما قامت به السلطة في مخيم طولكرم اليوم، ليس بمعزل عن دورها منذ أول يوم لها، وليس بمعزل عما تقوم به
في الآونة الأخيرة من ممارسات في جنين ومخيمها وفي نابلس ومخيماتها، فهو من جنس ما يقوم به الاحتلال بالضبط من
اعتقال ومطاردة، وقتل إذا استلزم الأمر، وليس بمعزل كذلك عن اللقاءات والقمم في العقبة وشرم الشيخ، وكل ذلك
لغرض خنق وتصفية كل نفس وصوت مجاهد لأهل فلسطين، وإن التذرع بذرائع إزالة التعديات بالاستعمال المفرط، بل
المجرم للقوة، لا يغطي حقيقة الجريمة، بل ويطرح السؤال الطبيعي المتكرر: أين كانت تلك الأجهزة خلال تعديات قوات
كيان يهود على أهل المخيم وهي تعيث فيه قتلا وخرابا وتدميرا؟! وماذا أعدت من تدابير لحماية الناس ورفع أذى
وعدوان يهود عنهم؟! وهل إزالة"تعديات المكعبات الإسمنتية" تستلزم القتل؟! أم أنها الرسالة الموجهة إلى أهل فلسطين
أن السلطة لن تتردد في إطلاق النار عليهم وقتلهم وأنها لا تولي"السلم الأهلي" أي اعتبار، وأن الدماء ليست خطوطا
حمراء؟! أم هي إشارة إلى طبيعة دورها القادم وما ينتظر أهل فلسطين منها إن هم سكتوا عنها وعن إجرامها بحقهم؟
يا أهلنا في الأرض المباركة: إن السلطة بجرائمها وتنسيقها مع الاحتلال تدفع بكم وبالمجاهدين لاستهداف
عناصر الأجهزة الأمنية بالقتل دفاعاً عن أنفسهم، وهذا ستكون له تداعيات جسيمة عليكم، وهذا ينسجم مع ما يسعى إليه
المستوطنون من فرض وقائع جديدة في الضفة الغربية، فالسلطة الخائنة تلاحق المجاهدين وتنفذ سياسات أمريكا وأعداء
الإسلام لجعلكم لقمة سائغة لكيان يهود، وأنتم تدركون أن ما حققه المستوطنون في الضفة الغربية ما كان لهم أن يحققوه
لولا تآمر السلطة وتوفيرها الغطاء لعدد من سماسرة الأراضي الذين يسربون العقارات والأراضي للمستوطنين.
إن الخطر الحقيقي الذي يهدد بقاءكم هو أن تقوم السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الاحتلال على إشعال نار الفتنة
والاقتتال بينكم، وهذا ما يسعى إليه كيان يهود فأنتم في نظره أناس إما أن يقتلوا أو يرحلوا أو يعيشوا في ذل تحت حرابه
لا يحركون ساكنا.
أيها المسلمون: إن حل قضية فلسطين، ورفع الظلم عن أهلها إنما يتمثل بحل واحد فقط، وهو قلع كيان يهود من
جذوره، ونبذ كل ما ارتبط به من أوضاع وأدوات ومشاريع"وطنية" أو"دولية"، أو حلول لا تعمل إلا على تثبيته وتقويته
وتأمينه، فقضيتنا مرتبطة بالإسلام وبكم وعلى هذا الأساس يجب أن تحل، وبحول الله وقوته ليتمن أمر الإسلام ولتقومن
الخلافة على منهاج النبوة ولتدخلن جيوش المسلمين الأرض المباركة لتتبر كيان يهود تتبيرا.
﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)