الاثنين 15 ذو الحجة 1444هـ 3/7/2023م رقم الاصدار:ن /ص 17/1444
منذ الليلة الماضية وكيان يهود يشن هجوماً واسعاً على جنين ومخيمها، يستخدم فيه الطائرات المسيّرة والدبابات المصفحة والآليات العسكرية الثقيلة، كما دفع بمئات الجنود لجنين في عدوانه المتواصل إلى اللحظة، ما خلف عدداً من الشهداء وعشرات الجرحى، والحصيلة في ظل هذا العدوان الهمجي في تزايد وارتفاع، ما حدا بمدير مستشفى الرازي بجنين إلى اعتبار عدد وخطورة الإصابات التي تدخل المستشفى هي الأشد منذ أكثر من ٢١ عاماً.
يأتي هذا العدوان الآثم والمتواصل في ظل صمت الحكام كصمت أهل القبور، وفي ظل تآمر السلطة التي لم تتوان الليلة الماضية عن اعتقال المجاهدين في بلدة جبع قضاء جنين وغيرها، وفي ظل غطاء أمريكي، فقد أعلن كيان يهود بأنه أخطر البيت الأبيض بعمليته في جنين.
إن جرائم يهود لم تتوقف أبداً بل تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم، ولو علموا، وهم أجبن خلق الله، أن وراء أهل جنين حاكماً يرد لهم الصاع صاعين ما تجرأ هؤلاء الجبناء على المساس بشعرة طفل من أهل فلسطين، بل لكان وجودهم في الأرض المباركة أثراً بعد عين، فلقد خبرنا جبنهم وحرصهم الشديد على حياة، ولقد رأينا تهاويهم أمام بطولات فردية كما في حادثة الجندي المصري البطل محمد صلاح، وفي بطولات المجاهدين في جنين ونابلس وقطاع غزة وغيرها، فهؤلاء قوم لا يقوون على القتال ولا يجرؤون عليه، يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿لَا يُقَٰاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾.
وإذا كان الحال كذلك، فما عذر أصحاب الرتب والنياشين القاعدين عن نصرة أهل جنين؟! ما عذر الجيش المصري الذي لو تحرك لزلزل الأرض تحت أقدام المحتلين، وحرب أكتوبر مثال مصغر رغم التآمر والخيانات؟! ما عذر الجيش الأردني الذي لو أراد، وقادة جيشه يعرفون ذلك، لصلوا العصر في الأقصى؟! ما عذر جيش تركيا التي تطبع مع الغاصب وتدّعي الوقوف مع أهل فلسطين، أين غيرة العثمانيين؟! أين غيرة أهل الدين؟! أيقتل المسلمون وفي جيش تركيا عرق ينبض؟! أين جيش باكستان؟! أين المحبون لرسول الله ﷺ، أيدنس مسراه عليه الصلاة والسلام وأنتم تنظرون؟! ماذا دهاكم؟! أليس شعاركم إيمان وتقوى وجهاد في سبيل الله؟! فالتقوى تدعوكم للدفاع عن المسلمين في الأرض المباركة وللدفاع عن مسرى نبيكم، فإن لم يكن ذلك جهاداً في سبيل الله فما هو الجهاد بنظركم؟!
إن فلسطين ستبقى جرحاً نازفاً ما دام ليهود كيان فيها، وإن الحل الوحيد الذي لا مندوحة عنه هو تحريرها واجتثاث كيان يهود، وغيره من الحلول خداع وتضليل، ولن يكون ذلك إلا بجيوش الأمة، وكل حرف للبوصلة عن الجيوش هو تمكين ليهود من رقاب أهل فلسطين ليزدادوا إجراماً وقتلا وتدميرا.
إن جرائم يهود وتلك الدماء الزكية التي تراق اليوم على ثرى جنين وكل فلسطين هي صرخة لجيوش الأمة، صرخة لمن بقي في قلبه مثقال ذرة من إيمان من قادة الجند، أن انفضوا عن كاهلكم غبار الذل واقلبوا الطاولة على رؤوس حكام العملاء واهدموا عروشهم وسيروا نحو فلسطين، وادخلوها محررين مهللين مكبرين، فإذا دخلتم فإنكم غالبون، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين، وإن لم تفعلوا فإنكم على خطر عظيم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة – فلسطين