الثلاثاء 29 شعبان 1439 هـ 15/5/2018 م رقم الاصدار: ب/ص- 11/1439
بيان صحفي
دماء أهل غزة وفلسطين في رقاب الحكام المتآمرين الذين أسلموهم ليهود ووحشيتهم
واجه كيان يهود أمس الاثنين "مليونية العودة" في غزة في الذكرى السبعين للنكبة بمجزرة أوقعت عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، حيث استشهد ما لا يقل عن 59 بينهم سبعة أطفال، وأصيب أكثر من 2700 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم مئة جراحهم خطيرة.
تأتي هذه المجزرة في ظل سكون الحكام لا سيما حكام الجوار وإحجامهم عن أدنى تحرك حقيقي نصرة للمسلمين والمستضعفين؛ حيث تقاربت مواقفهم الهزيلة ما بين الشجب والاستنكار كحكام قطر والأردن، والدعوة إلى قمة إسلامية كتركيا، والدعوة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن كحكام الكويت، في حين أعلن رئيس السلطة عباس عن تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام حدادا على أرواح الشهداء، وأكد على التمسك بما أسماه النضال السلمي حتى "النصر!" بإقامة الدولة وعاصمتها القدس، وأما حكام السعودية وباقي حكام العرب والمسلمين فلم نحسّ منهم من أحد أو نسمع لهم ركزا!!
هكذا وكما في كل مناسبة يكشف المسلمون وأهل فلسطين عن استعدادهم للتضحية بصدورهم العارية وإقدامهم وشجاعتهم في التحرك ضد الاحتلال، وقدرتهم على البذل والعطاء من أجل فلسطين وقضاياهم، في حين يكشف الحكام عن خيانتهم وتفريطهم وتآمرهم على فلسطين وأهلها؛ فمنذ سبعة أسابيع والحكام يشاهدون أهل غزة وهم يتعرضون للقتل والذبح على يد يهود وأنهم على موعد مع مجزرة وشيكة غير أنهم يكتفون من الحدث بالمشاهدة والتخذيل.
وبدل أن يحرك الحكام جيوشهم لتحرير فلسطين من رجس يهود ونصرة أهل غزة وفلسطين، وهي قادرة على ذلك، يكتفون بالشجب والاستنكار أو يدعون إلى تدخل هيئات الاستعمار المتربصة بالمسلمين وقضاياهم شرا، أو ينقلون رسائل التهديد لغزة كحكام مصر، أو كأردوغان الذي يدّعي حبا ووصلاً بفلسطين فيدعو لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي يوم الجمعة المقبل ليكون اجتماعا للخطابات الفارغة والشعارات الخادعة والمناشدات المضللة دون أن يسفر عن تحرك حقيقي لنصرة فلسطين وأهلها!
فعند حكام المسلمين عربا وعجما كل الخيارات الهزيلة مفتوحة أما الخيارات الحقيقية المفضية إلى نصرة فلسطين وأهلها كتحرك الجيوش فلا مكان لها عندهم! وهو ما يؤكد تآمرهم على فلسطين، خاصة وأنهم يجددون في كل مناسبة طلبهم المشبوه لحماية دولية بقوات أممية لتكون احتلالا إضافيا لفلسطين يُضاف إلى احتلال يهود لها!
إن مناشدات رئيس السلطة للمجتمع الدولي لتوفير حماية دولية لأهل فلسطين، هي خيانة يضيفها إلى مسلسل خياناته للقضية، لأنها دعوة إلى تثبيت كيان الاحتلال في معظم الأرض المباركة وجعل بقيتها تحت احتلال دولي أي تحويل الاحتلال اليهودي إلى احتلال دولي!
إن العمل الجاد والحقيقي لتحرير فلسطين يكمن في رد القضية إلى الأمة الإسلامية وليس إلى المجتمع الدولي، ففلسطين وأهلها بحاجة إلى جيوش الأمة لتتحرك من فورها لتحرير فلسطين ولوقف مجازر يهود في الأرض المباركة فلسطين ولخلع كيانهم من جذوره وتخليص البلاد والعباد من شرورهم، ومن يحول دون تحقيق ذلك هم الحكام المجرمون الذين يحمون يهود ويوفرون لهم الفرص للغطرسة وارتكاب المجازر وتدنيس الأقصى وذبح أهل فلسطين ومواصلة احتلالهم لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحريٌ بأهل فلسطين وكل المسلمين أن يرفعوا نداءهم لجيوش الأمة لتتحرك لأداء واجبها تجاه فلسطين وأهلها ولتقيم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحرر البلاد وتنصر العباد... وثقتنا بالله عظيمة أنه سيشرح صدور رجال أخيار من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يعيدون لها عزتها وكرامتها ويحررون أقصاها تحقيقا لوعد الله وبشرى رسوله الكريم.
﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين