التاريخ الهجري 20من شـعبان 1437هـ رقم الإصدار: 24 / 1437
التاريخ الميلادي الجمعة, 27 أيار/مايو 2016 م
بيان صحفي
الصهاينة يقتلون المسلمين في فلسطين ويهوّدون المسجد الأقصى،
والحكومة "الثوريّة" في تونس تسخّر الضبّاط والجنود لحمايتهم وتسهيل "حجّهم" كلّ عام؟؟
أعطت حكومة التوافق في تونس تصريحا لـ 50 شخصا يحملون جوازات سفر كيان يهود المجرم بتدنيس أرض تونس، يترأّسهم المدعوّ "رافائيل كوهين" وهو حاخام يهودي من حزب شاس اليهودي المتطرّف الدّاعم للسفّاح شارون في قتله إخوتنا وأطفالنا في فلسطين الأسيرة. لقد أباحت الحكومة أرضنا لعدوّ إرهابيّ بذريعة "الحجّ" إلى معبد الغريبة في جربة الذي اختتم يوم الخميس 26 أيار/مايو 2016، وتحت هذا الغطاء (المكشوف) استقبلهم وزراء الحكومة بالتكريم والترحاب! يتقدّمهم وزيرة السياحة ووزيرة الثقافة ووزير الشؤون الدينية ولم يتخلّف عن الموعد كثير من محترفي السياسة، فحضر "الحجّ" عبد الفتاح مورو ومحسن مرزوق وغيرهم كثير ممّن يريد أن يراه أسياده الغربيون مواليا وخادما مطيعا.
وهكذا التقى الجمع في (حجّ يهوديّ) بتحدٍّ وقح لأبناء الأمّة في تونس ومشاعرهم، سيما وأن اليهود الإرهابيين ودولتهم تذبح إخواننا من أهل فلسطين ذبحا كلّ يوم، ويحاصرون المسجد الأقصى ويريدون هدمه ويمنعون كثيرا من المسلمين في فلسطين من الصّلاة فيه.
أيها المسلمون في تونس بلد عقبة وثغر المجاهدين:
إن هذه الحكومة في كلّ فعل من أفعالها وفي كلّ قول من أقوالها تؤكّد أنّها نسخة من حكومات بورقيبة وبن علي، غير أنّها نسخة ضعيفة باهتة لا تقوى على شيء إلا الخضوع للمستعمر، يتعمد نوّاب برلمانها ووزراؤها ووسائل إعلامها تحدي مشاعركم النابعة من دين الإسلام العظيم، ويتطاولون على ما هو معلوم من دينكم بالضرورة، وإنّ هذه الحكومة لجادّة في فصلكم عن امتدادكم الإسلامي وخاصّة الأرض التي باركها الله فلسطين، وهي تعمل بالليل والنّهار على ربطكم بالغرب الكافر حيث قبلتها وتبعيتها وولاؤها، تريد منكم أن تكونوا أذيالا لسيّدها الأوروبي الذي سام البشريّة العنت والشقاء من جراء رأسماليّة ظالمة باطشة وأنظمة حياة فاسدة مهلكة.
أمّا أنتم، يا أصحاب القوّة والشوكة أيّها الضبّاط والجنود في الأمن والجيش:
فإننا نربأ بكم عن الرضا بهذه الأفعال المشينة لحكامكم في موالاتهم للمستعمرين، ونأبى لكم ثوب الذل كما يأباه الله ورسوله والمؤمنون. لقد سمحت الحكومة بإذلالكم يوم سخّرتكم حرسا لحماية عدوّكم مغتصب القدس مسرى نبيّكم الكريمe وقاتل إخوانكم (واذكروا سفّاح المسجد الإبراهيميّ في الخليل الذي قتل ذات رمضان المسلمين وهم يصلّون الفجر بفتوى من الحاخامات اليهود أصحاب رافائيل كوهين هذا).
أيّها الضباط، أيّها الجنود في الأمن والجيش: أترضون هذا؟ أترضون أن تكونوا خدما لأعدائكم وقاتلي إخوانكم؟؟؟ هل منكم رجل (وما علمناكم إلا رجالا) يقبل أن يُقال: اليهود يقتلون المسلمين في فلسطين ويهوّدون المسجد الأقصى. وجيش تونس وشرطتها يحمونهم ويسهّلون "حجّهم" كلّ عام؟؟
إنّنا ما علمناكم إلا رجالا مسلمين غيورين على شرفكم وأعراضكم، نخاطبكم اليوم لنذكّركم بأنّ المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وتونس وكل بلد إسلامي هم «أمة من دون الناس»، «كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»... ونذكركم بقول الله عز وجل: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم﴾ وقول رسول اللهe : «المسلمون يد على من سواهم»... ونذكركم أن ما فعلته هاته الحكومة باستقبالها لهؤلاء الأعداء هو خذلان لإخوانكم في فلسطين، ورسولنا الكريمe علمنا أن «المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله». وما علمناكم إلا مسلمين.
إننا، أيها الضبّاط والجنود، مطمئنون بأنكم تتحرقون شوقاً لنصرة بيت المقدس وأكناف بيت المقدس لتطهيرها من رجس يهود الغاصبين، وكذلك لنصرة كل بلد إسلامي يحتله الكفار المستعمرون، ولكننا ندرك أن هاته الحكومة لن تقودكم لتحقيق مبتغاكم في نصرة الحق وأهله، لأنها لا تحكم بكتاب الله العزيز، ولا تجاهد في سبيل الله ولا تفكّر فيه، بل هي توالي ولاءً ظاهراً أعداء الله وأعداءكم.
إن هدفكم هذا لعظيم، لكنّه كبير على هؤلاء الصغار، ولا يمكن أن يتحقق إلا بقيادة تؤمن بالله ورسوله لا ترضى عن الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده بديلا ولا توالي المستعمرين أعداء المسلمين، وإنّ حزب التحرير منكم وأنتم منه، وهو بينكم ومعكم يعمل بالليل والنّهار من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا ومن أجل التحرّر الكامل من الاستعمار ومن أجل أن تكون العزّة للمؤمنين بالإسلام كما قرّر الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ فكونوا معنا لمبايعة خليفة يخلف فينا رسول اللهe ، فيحكمنا ليرعانا بكتاب الله، ويغضب لدين الله أن يُنتهك، ويغار على دماء المسلمين أن تُسفك، يوحِّد المسلمين، ويقيم الحدود المعطلة، ويحفظ الثغور، ويقود الجيوش المحبوسة في الثكنات لتحرير بلاد المسلمين المحتلة، فيعيد لنا قدسنا مسرى نبيناe ، وكل بلاد المسلمين، وينسي أعداء الله ورسوله وساوسَ الشياطين. وليس ذلك اليوم ببعيد، لأنّه وعد من الله لعباده المؤمنين.
واذكروا قول الله تعالى:
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ، إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس