التاريخ الهجري 03من جمادى الأولى 1436
التاريخ الميلادي 2015/02/22م
رقم الإصدار: 1436/266
بيان صحفي
الأموات تزحف إليهم جيوش جرارة لنقل رفاتهم أما الأحياء فلا بواكي لهم
أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الأحد 2015/02/22م، أن بلاده نظمت عملية عسكرية قرب حلب في سوريا نقلت فيها ضريح سليمان شاه (جد مؤسس الدولة العثمانية) إلى تركيا مؤقتاً، وأجلت بنجاح جنوداً كانوا يحرسونه في عملية شاركت فيها مائة عربة عسكرية منها 39 دبابة و572 جندياً، وتمت عبر مركز مرشد بينار الحدودي بجنوب شرق البلاد.
لا شك أن الدور الذي تلعبه تركيا في السير مع سيدتها أمريكا لاحتواء ثورة الشام المباركة بات واضحاً لكل ذي عينين، فرغم كل الجراحات التي عانى منها المسلمون في أرض الشام على يد فرعون هذا العصر، ورغم كل التصريحات النارية التي أعلنتها تركيا بالوقوف مع أهل الشام، إلا أننا لم نجد له ترجمة على أرض الواقع، ولم نرَ جيش تركيا يتحرك لإنقاذ طفل قضى نحبه تحت الأنقاض أو امرأة صرخت وامعتصماه، بل تحرك هذا الجيش لإنقاذ الأموات وترك الأحياء يلاقون مصيرهم بعد تخلي العالم عنهم بدون أدنى حس بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، ثم أمام الأمة الإسلامية، التي لا ترى أن جيوشها إنما شكلت للدفاع عنها وحمايتها من القتل والتشريد ولحمل الإسلام رسالة رحمة إلى العالم أجمع، ولكن أبى الله إلا أن تكون ثورة الشام كاشفة فاضحة، تفضح خيانات حكام المسلمين وعمالتهم، حيث أتى هذا الانتصار العظيم لجيش تركيا بنقل رفات سليمان شاه بعد الأوامر التي تلقاها النظام التركي من سيدته أمريكا بتدريب المعارضة (المعتدلة) على أراضيه لقتال المخلصين الذين يرفضون السير في المشروع الأمريكي الخبيث. فهل سيكون هذا العمل مقدمة وتمهيداً للعب دور تركي أكبر ضد ما يسمونه الإرهاب؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة: لقد كشفت ثورتكم كل متآمر عليها وفضحت كل عميل فحق لها أن تسمى الكاشفة الفاضحة، فلا تغرنَّكم بعض المساعدة التي تقدمها تركيا على الصعيد الإنساني التي سترت بها مكرها لاحتواء العسكريين بمن فيهم الضباط المنشقون وصف الضباط والأفراد، ولاحتواء السياسيين وصنعهم على عين أمريكية بصيرة، وهذا ما حصل في تشكيل ما يسمى الائتلاف الوطني الذي هو في حقيقته ائتلاف أمريكي، ومحاولة تسويقه على أنه الممثل الشرعي والوحيد لثورة قدمت أغلى ما تملك، فالنظام في تركيا ليس جمعية خيرية، وإنما هو نظام عميل أسس على محاربة الإسلام ومنع عودته إلى الحياة، بعد أن تم إسقاط الخلافة على يد المجرم مصطفى كمال، ولو كانت تركيا جادة في مواقفها لعملت على تحريك جيوشها لإنقاذكم، ولعملت على إمدادكم بالأسلحة النوعية التي تستطيعون بها الدفاع عن أنفسكم وإسقاط النظام الذي طالت جرائمه البشر والحجر والشجر، ولكنها أبت إلا أن تمنع عنكم أسباب القوة، وأبت إلا أن تكون سهماً في كنانة أمريكا يصوب لقتل المسلمين.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الاسلام: آن لكم أن تخلعوا عنكم كل الأوهام، وأن تقطعوا كل الحبال مع الغرب وأذنابه، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن ترفضوا كل من يشارك في التدرب على العمالة والخيانة، وكل من يحاول تجميد جهادكم، وآن لكم أن تتوحدوا على ما يرضي ربكم، وأن تضعوا أيديكم بأيدي المخلصين من أمتكم على العمل الجاد والمخلص والواعي لإسقاط النظام بكافة رموزه وأشكاله، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاضه، التي لن تكون إلا على أيادٍ كأيادي الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كسعد بن معاذ وسعد بن عبادة وأسعد بن زرارة وأسيد بن حضير رضي الله عنهم أجمعين.
قال تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ , بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾